الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للرهاب الاجتماعي علاقة بزيادة الوزن؟

السؤال

السلام عليكم.

حبيت أسأل عن علاقة الرهاب الاجتماعي بزيادة الوزن؟
قبل كم سنة ذهبت لدكتور نفسي، وقال: أن عندي رهاب اجتماعي، وأعطاني دواء، وبمجرد ما بدأت أستخدمه بدأ وزني ينزل، فهل للرهاب علاقة بالوزن أم نزول الوزن من آثار الدواء؟ وما هي أعراض الرهاب؟

أيضا عندي مشكلة ثانية، وهي أنه كل ما تكلمت عند أناس أو عملت شيئا أو أشياء عادية جدا أرجع للبيت وأؤنب نفسي، وأشعر بعار وفشل .. ولماذا عملت كذا، ولماذا قلت كذا؟ وتستمر الحالة لسنين.

إلى الآن أتذكر أشياء حصلت من المتوسطة وأؤنب نفسي عليها، فماذا أعمل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ deem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أعراض الرهاب – أي الخوف – تتمثل في أن الإنسان يحاول أن يتجنب مصدر خوفه أيًّا كان هذا الرهاب.

وحين نتحدث عن الرهاب الاجتماعي نشير إلى أن الإنسان يجد صعوبة كبيرة جدًّا في التواصل الاجتماعي، يأتيه الاعتقاد والتصور بأنه لن يتحكم في الموقف، أنه ملاحظ من قبل الآخرين، قد تظهر عليه تغيرات فسيولوجية كبيرة، منها: احمرار الوجه، تسارع في ضربات القلب، الشعور بالرعشة، وتجد الإنسان مهمومًا ومغمومًا لأي مناسبة اجتماعية لابد أن يحضرها. نعرف من لا يستطيعون تناول الطعام في المطاعم العامة مثلاً، ولا يستطيعون حضور صلاة الجماعة، وهكذا.

فإذن الرهاب الاجتماعي فيه الكثير من الإعاقة الاجتماعية وله جزئيات كثيرة جدًّا، وقد يكون مصحوبًا باكتئاب نفسي في بعض الأحيان، أو قد يكون مصحوبًا بما نسميه بنوبات الهلع والفزع.

وبالنسبة لعلاقة الرهاب والوزن: الرهاب إذا كان مصحوبًا بأعراض اكتئابية أو قلقية شديدة ربما يؤدي إلى انخفاض في الوزن. وفي بعض الأحيان حين يشتد القلق ربما يزداد الوزن قليلاً لأن الإنسان بطبيعته أن يكون غير منتظم في طعامه أو ربما يتناول أطعمة في أوقات قريبة وتكون ذات سعرات حرارية عالية جدًّا.

إذا هذه هي العلاقة ما بين الرهاب وزيادة الوزن.

بالنسبة للدواء: هنالك أدوية ضد القلق والرهاب، وقد تؤدي إلى تخفيض في الوزن قليلاً، مثلاً العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين) هذا قد يؤدي إلى انخفاض الوزن.

أنت لم تذكري اسم الدواء الذي تناولته، لكن هذه هي العلاقة ما بين الأدوية والرهاب، معظمها قد تؤدي إلى زيادة في الوزن، أما البروزاك على وجه الخصوص فقد يؤدي إلى انخفاض في الوزن.

الملاحظات الأخرى وما وصفته بالمشكلة الثانية هي جزء من حالة القلق الذي تعيشيه، وهذا جعلك تصابين بنمط من التفكير قريب جدًّا للوسواس الترددي: محاسبة النفس على الصغيرة والكبيرة وتجسيم الأمور وتضخيمها، اجترارات الماضي... هذه كلها ناتجة من القلق.

فأيتها الفاضلة الكريمة: الماضي يجب أن تعتبريه كعبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، عيشي حياتك الآن بقوة، واجعلي نظرتك للمستقبل إيجابية، ولابد أيضًا أن تخضعي نفسك لسبل العلاج من الرهاب، وهي السبل والطرق التي تقوم على المبادئ السلوكية التي تقوم على أسس: المواجهة والإصرار على المواجهة، والمواجهة مع تناول الدواء تعطي نتائج رائعة جدًّا بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً