السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك نصيحة لمن يتزوج الصغيرة في السن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك نصيحة لمن يتزوج الصغيرة في السن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abo abdrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أيها الابن الكريم – ونشكر لك هذا السؤال الجميل الرائع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن ينفع بك البلاد والعباد، وقد أحسنت بهذا السؤال، ولك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة، فإن الذي يتزوج الصغيرة يحتاج إلى أن يدللها ويداعبها ويلاعبها ويسابقها كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم – مع الحُميراء عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – وفي زواج النبي - صلى الله عليه وسلم – من زوجاته دروس عظيمة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم – تزوج من الكبيرات ومن الصغيرات، من البدويات ومن الحضريات، من العربيات ومن غير العربيات، من يهوديات ومن نصرانيات، من بنات الأعداء ومن بنات الأصدقاء، من الثيبات ومن الأبكار، من التي عندها أطفال ومن التي ليس عندها أطفال، وأسعد الجميع - عليه صلاة الله وسلامه -.
وهذا السؤال الرائع يدعونا إلى أن نقف طويلاً أمام زواج النبي - عليه الصلاة والسلام – من عائشة، وكيف أنه - عليه الصلاة والسلام – قدّر حاجتها إلى اللهو واللعب، فكان يُسرب لها من يشاركنها اللعب، ووقف لها ووضع، وألزقت خدها بخده وهي تنظر للحبشة وهم يلعبون، سابقها فسبقته، ثم سابقها وسبقها - عليه صلاة الله وسلامه – كان يدافعها عند الباب، كان يسابقها على الماء، كانا يتسابقان على ماء الغسل، كان يُدخل السرور عليها، وهذا درس عظيم لكل من يتزوج بفتاة صغيرة، ولا أظن أنه بحاجة على أن أزيد على فعل النبي - صلى الله عليه وسلم – الذي هو القدوة الحسنة والأسوة - عليه صلاة الله وسلامه-.
وأمنا عائشة - رضي الله عنها - شعرت بهذا، قالت: (فاقدروا قدر الجارية حديثة السن - رضي الله عنها وأرضاها- وهذا دليل على كمال نضجها وحسن فهمها ورجاحة عقلها، فهي التي روت ثلث الشريعة، وهي التي استدركت على الصحابة - عليهم من الله الرضوان -.
إذن: يا من يريد أن يتزوج بصغيرة، قدوتك النبي - صلى الله عليه وسلم – يا من يريد أن يتزوج بكبيرة قدوتك النبي - صلى الله عليه وسلم – يا من يريد أن يتزوج بكسيرة حزينة قدوتك النبي - صلى الله عليه وسلم – يا من يريد أن يتزوج بصاحبة الأولاد قدوتك النبي - صلى الله عليه وسلم – .
فإذن: نحن لنا في رسول الله أسوة، وينبغي أن نُدرك أن التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم – ليس في العبادات وأركان الإسلام وحدها، ولكن في كل شأن من شؤونه، فنحن ينبغي أن نتأسى بحياة النبي - صلى الله عليه وسلم – من بدايتها إلى نهايتها، ومن أولها إلى آخرها، قال العظيم - تبارك وتعالى -: {وإن تطيعوه تهتدوا} وقال - سبحانه وتعالى -: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} وقال - سبحانه وتعالى -: {وما آتاكم الرسول فخذوه}.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.