السؤال
السلام عليكم ..
إخواني الأفاضل: حقيقة أنا محتاج مشورتكم بعد الله؛ فأنا أمر بمرحلة حرجة من حياتي، قد قاربت من منتصف الثلاثينات من العمر ورصيدي في الحياة صفر، وأسأل الله أن لا تكون كذلك في الآخرة.
حقيقة نفسيتي تعبانة ومحبطة، وأدور في دائرة مغلقة من التفكير، وأحس بكسر في روحي وإعاقة نفسية، غالبا ذاكرتي لا تعمل إلا في سلبيات الماضي، ولا أود مقابلة الناس، وأخشى نظرة أقاربي واستهزائهم بحالي الآن كما كانوا يفعلون دوما، حقيقة لا أستطيع حتى الآن نسيان بعض من عطفت عليهم وأعنتهم وجرحوا قلبي، كل ما تأتيني همة لأمر ما أتراجع عنه في آخر اللحظات، وأتكاسل عنه، وتضيع الفرص علي.
كنت طالبا جامعيا فتركت الدراسة لسبب وفاة الوالد ثم عزمت الرجوع إليها، وتم ذلك بفضل الله ولم تمر سنة حتى انسحبت مرة أخرى، والآن بعد 7 سنوات عزمت الأمر للرجوع للجامعة وسددت المبلغ المالي، ثم الآن أحس بضجر وكسل منها لا أستطيع المواصلة، عزيمتي متقهقرة، لا أستطيع أن أكمل لآخر المشوار، دائما الأفكار السلبية تسبقني، وإحساسي بنظرة الناس يضايقني؛ لأني تعبت من الأقارب والتهرب منهم من الصغر إلى الكبر، لا أستطيع النظر في أعين الأشخاص والتخاطب معهم، أتذكر كلام الوالد، وهو يقول لي لاتضع نظرك في عيني يا بن ..... غفر الله له وسامحه!
أحس بالرهبة من الناس في بعض الأوقات، وابتعدت عن جميع مجالس الشباب، وأحس في الوقت الآخر بالملل والضجر، وأريد أن أرجع البيت بأسرع وقت، وأفتح الإنترنت على لا شيء، لا أفدت نفسي ولا أفدت أمتي.
إنسان مصلي، لا أجيد حاليا سوى إضاعة الوقت وشراء حاجيات المنزل فقط خدمة لأهلي، ولكن لا أستطيع خدمة نفسي، فهل أنا إنسان تالف من هذه الدنيا؟