الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوالدان وأحقية التحكم في قرارات الأبناء بعد البلوغ!

السؤال

السلام عليكم.

هل يجوز للوالدين التحكم في حياة الأبناء وقراراتهم بعد بلوغهم؟ علماً أنهم يعيشون في كنف الوالدين، وهل يجوز لي معارضة قراراتهما؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونشكر لك أيضًا حرصك على ألَّا تقع في مخالفة لوالديك، وهو ما بعثك للسؤال والاستفسار، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك صلاحًا وهدىً، وأن ييسّر لك، ويُعينك على بر والديك؛ فإن بر الوالدين من أعظم الطاعات والقربات التي ينال بها الإنسان جنّة الله سبحانه وتعالى، فإن الجنّة عند أقدام الأمهات، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الوالد أوسط أبواب الجنة)، يعني أفضل أبواب الجنة، فمن برَّ والديه فقد فاز الفوز العظيم وظفر بالثواب الكبير، فمهما تجرّع الإنسان من المكاره في سبيل الإحسان إلى والديه، فإنه بذلك هو الغانم الرابح.

وبر الوالدين معناه: الإحسان إليهما، بإدخال السرور إلى قلبيهما، بكل فعلٍ أو قولٍ، وعقوق الوالدين بخلاف هذا وعكسه، فمعناه: إيذاؤهما وإدخال الحزن عليهما بأي قول أو فعلٍ، فينبغي للإنسان المسلم أن يجتهد ما استطاع في استغلال الفرص، واستغلال وجود الأبوين في حياته، فهما طريق إلى الجنّة وبابٌ إليها، فيحرص على استغلاله قبل أن يُغلق.

وأمَّا هل يتمكّن الأب والأم من التحكّم في حياة الابن مطلقًا والتحكّم في قراراته؟
فهذا ليس على جهة الإطلاق هكذا، ولكن يمكن أن يُقال إن القاعدة العامة في هذا هي أنه لا يُؤذيهما، فإذا أمراه بشيءٍ وكانت المخالفة لهذا الأمر أو المخالفة لنهيهم تُؤدي إلى تأذّيهما بذلك دون أن يكون عليه ضرر في امتثال أمرهما؛ فإنه لا يجوز أن يفعل ذلك، لا يجوز له أن يخالف أمرهما إذا كانا يتأذّيان بهذه المخالفة، ولم يكن عليه ضرر في الطاعة والامتثال.

ولكنّ العلماء يجعلون الضابط لهذا التأذّي هو ألَّا يكون هذا التأذي بسبب حُمق من الوالد، يعني أن الناس الآخرين لا يرون أن هذا الفعل مُؤذيًا، فإذا كان الناس لا يعدُّون هذا مُؤذيًا، وكان الوالد يتأذَّى من هذه المخالفة؛ فإن المخالفة في هذه الحالة ليست من عقوق الوالد، ولكن تحقيق هذا الضابط في حياتنا وعلى أرض الواقع قد يكون فيه عُسر، فينبغي للإنسان المسلم أن يحرص ما استطاع على موافقة والديه إذا أمراه أو نهياه بما يُوافق شرع الله تعالى، فلا يجوز له أن يطعيهما في معصية الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير ويُعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً