الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد قدوم طفل جديد تبدلت مشاعري تجاه شقيقته، ساعدوني

السؤال

ولدت ابنتي الأولى، وكانت كل حياتي، وحين قررت إنجاب الطفل الثاني كان بعد مرور ٤ أعوام من ولادتها، حتى تكون قد حصلت على الحنان الكافي، وتستوعب قدوم طفل آخر.

تعرضت لحالة اكتئاب قبل ولادة ابني، تبعاً لظروف عائلية، ولكن قويت مشاعر الحب تجاهه، وبدأت تنطفئ تجاه ابنتي، حاولت تجاهل تلك المشاعر السلبية، ولكن حين تحتضنني لا أشعر بشيء، عكس ابني، لا أعرف سبب تبدل مشاعري، ولكني متأكدة أني بحاجة لمساعدة نفسية، ابنتي أصبحت بعمر ٨ أعوام، وابني ٤ أعوام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، داعين الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، عافيتك وعافية أطفالك.

أختنا الفاضلة: ما ذكرتِ من زيادة حبك لطفلك الذي أصبح بعمر أربع سنوات، وتراجع عاطفتك تجاه ابنتك التي أصبحت في عامها الثامن، إنَّ هذا التراجع والذي تشتكين منه في تعاطفك ومحبتك وقُربك من ابنتك، إنما يُفهم منه أنك أُصبت بالاكتئاب الذي حدث قبل ولادة ابنك الصغير، ولعلَّ ذهنك أو عقلك اللاواعي يربط بين ابنتك التي كانت معك أثناء شعورك بالاكتئاب النفسي الذي أصبت به بسبب الظروف العائلية، بينما أتى طفلك الآخر بعد أن تعافيت من هذا الاكتئاب وخرجت منه، فلذلك في ذهنك أن ابنتك تُشير إلى مرحلة الاكتئاب، وابنك يُشير إلى مرحلة التعافي.

نعم - أختي الفاضلة - يمكن لهذا أن يحصل، إلَّا أنك يمكن أن تخرجي من هذا، وإن كتابتك لنا بهذا السؤال لهي مرحلة أولى على طريق التعافي، فأنت مدركةٌ لما يحصل، وواضح من سؤالك أنك لا تُريدين هذا، وإنما تريدين أن تكوني قريبة من ابنيك، ابنتك وابنك الآخر.

يمكنك أن تفعلي هذا عن طريق التقرُّب من ابنتك، متذكّرةً أنها بريئة، ليس لها يدٌ فيما حصل من الظروف العائلية، أو الاكتئاب الذي حصل قبل ولادة الابن، وأيضًا متذكّرةً دورك كأُمٍّ موجِّهةٍ لأبنائك.

أيضاً: ربما يُفيد أن تعتني بنفسك عن طريق بعض الهوايات المفيدة، بالإضافة طبعًا إلى العبادة والصلاة والذكر، هذه الأمور كلها يمكن أن تقوّي من عزيمتك، وتحققي ما تتطلعين عليه من قُربك من ابنتك، كما أنت قريبة من ابنك.

أخيرًا: إن صعب عليك القيام بهذا التغيير المطلوب، فلا بـأس أن تأخذي موعدًا مع أخصائية نفسية ترشدك للخروج مما أنت فيه.

حفظك الله وحفظ لك أولادك، وشرح الله صدرك، لتنعمي مع زوجك وأطفالكما بحياة أسرية هانئة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات