الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرٌ بين كسب الرزق والانشغال بالعلوم الشرعية!

السؤال

السلام عليكم.

ينشغل فكري ومعظم وقتي بالعلوم الشرعية والدين وربطه بالواقع، فكيف أكسب رزقي ومعظم وقتي أدرس وأفكر بالعلوم الشرعية؟

يشغلني الأمر عن بقية التخصصات، ولدي زوجةٌ وولدٌ عمره 3 سنوات، وليس لديّ شهادةٌ في هذه العلوم، وأحب أن أنفق معظم وقتي في هذا الأمر، أقصد الطرق التي يمكن كسب الرزق منها، ومرتبطة بالعلوم الشرعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

فلا شك أن طلب العلم الشرعي من أجل المطلوبات وأعظمها، فقد ميَّز اللهُ بين أهل العلم ومن سِوَاهم، فقال تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال الله سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَق، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"؛ مُتفَقٌ عَلَيْهِ.

وقد قال الشاعر:
مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
وَوَزْنُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا فالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

لكن هذا -أخي الكريم- لا يعفيك من البحث عن العمل، خاصةً وقد ذكرت أن لك زوجةً وأولاداً، ونحن ندعوك إلى ما يلي:
1- عدم حصر دائرة العمل في العلم الشرعي، بل وسع الدائرة، فإن أتاك باب رزق من خلال تدريسك بعض العلوم الشرعية، أو تحفيظك للقرآن فلا حرج، وإلا فابحث عن أي عمل آخر، ويكفيك أن تطلب العلم الشرعي بعد ذلك، المهم ألا تضيع من تعول، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول".

2- يمكنك كذلك أن تفتح مشروعاً تجارياً ولو بربح قليل؛ فإن هذا سيكون مصدر دخل لك، وفي ذات الوقت يكون معينًا لك على طلب العلم الشرعي من المكان الذي تعمل فيه، فالحمد لله الذي يسر المطلوب اليوم، وأصبح كل واحد قادرًا على التعلم بواسطة هذه المواقع الشرعية المعتمدة، وما فيها من شروحات متعددة.

3- يمكنك كذلك أن تفتح مركزًا لتحفيظ القرآن إذا كنت حافظًا متقنًا، ولا حرج عليك بالطبع في أخذ أجرة على ذلك.

كل هذه وسائل، يمكنك البحث من خلالها أو من خلال غيرها، المهم ألا تقف مكتوف اليدين أمام العمل.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يبارك لك، وأن يرزقك الرزق الحلال، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً