الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكسل والنفور من الدراسة والعبادة، ما أسبابها وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أولاً: نشكركم جزيل الشكر على كل مجهوداتكم.

ثانياً: أشعر دائماً بالخمول والكسل، وعدم الرغبة في كل شيء، والصدود حتى عن الذكر والصلاة والدراسة، مع أنني -والحمد لله- أحافظ على صلاتي في وقتها، ولكن كل شيء أريد فعله أحتاج لبذل مجهود لعمله، فهل يمكن أن يكون هذا راجعاً لحسد، أو مس، أم هي تهيؤات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

الكسل والخمول -أخي الكريم- له أسباب متعددة: منها ما هو طبي، ومنها ما هو نفسي، ومنها ما قد يكون حسداً أو عيناً، وعليه فإذا أردت التخلص من هذا الكسل فعليك بما يلي:

أولاً: الذهاب إلى طبيب عام، وطلب عمل تحاليل كاملة على جسدك، فقد ذكر أهل الاختصاص أن نقص بعض الفيتامينات مفض إلى الكسل، والشعور بالإرهاق عند أي عمل ولو كان بسيطاً.

ثانياً: الجلوس مع طبيب نفسي أو شيخ حكيم عاقل، وعرض حياتك وما فيها؛ فإن كثرة المشاكل، أو ضيق الحال، أو عدم وجود رؤية واضحة للخروج من بعض المشاكل القائمة، أو عدم التعامل معها بصورة جيدة؛ هذا كله مفض إلى الكسل.

ثالثاً: افتراض وجود العين أو الحسد، والتعامل معه بالتوازي مع ما سبق ذكره، بهذا -أخي- لن يمر وقت قصير -بإذن الله- إلا وقد تغير حالك، ونحن هنا لا بد أن نقرر بعض النقاط:

1- يجب أنه تعلم -أخي الكريم- أنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد الله -عز وجل- وكل شيء بتقدير، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، والمؤمن يعتقد ذلك ويؤمن به في إطار قول الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

2- نؤمن كذلك أن العين حقٌ، ولها تأثيرٌ، لكنه لا يقع إلا -بإذن الله تعالى- وقد دل على ذلك القرآن والسنة، فمن القرآن ما قاله الله على لسان يعقوب -عليه السلام-: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: خوفاً عليهم من العين، وكذلك قول الله: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ).

3- علاج العين والحسد واردٌ في السنة، وله صفته، وقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين"؛ وعليه فالصفة الصحيحة هي الاستغسال؛ أي طلب الغسل ممن نظن منهم ذلك أو الوضوء، ثم يصب ذلك الماء على المنظور إليه، هذا إن علمت الفاعل، أو ظننت فيه، ويمكنك عدم الطلب المباشر منه إن خشيت ضرراً يلحق بالعلاقة بينكما، فيمكنك أخذ بقية مائه دون أن يشعر.

4- تحصين نفسك بالأذكار والأوراد الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخاصة أذكار الصباح والمساء، والرقية الشرعية، وقراءة سورة البقرة كل ليلة أو على الأقل الاستماع لها.

5- أوجد لك صحبةً صالحةً تحثك على العمل، والصلاة، والذكر، وتحرضك عليه؛ فإن الصاحب ساحبٌ أخي الكريم.

6- استمر على ذلك فترةً على الأقل شهراً، وسترى تغييراً في حياتك بإذن الله تعالى.

نسأل الله أن يحفظك الله وأن يعافيك من كل مكروه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً