الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا التعلق بالشخص ما دام سيحصل الفراق؟

السؤال

السلام عليكم

لماذا نتعلق بشخص ونحبه بشدة إن كانت طرقنا ستفترق بالنهاية؟ وكيف أتعامل مع الموقف، وأقنع نفسي بأني لن ألتقيه مجدداً كي أنساه؟

علماً بأني لا أعلم إن كنت سأراه في المستقبل أم لا؟ وكل شيء مجهول، بحكم أننا لا نتكلم معاً، ولا نتواصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعلق بشخص والشعور بالحب تجاهه هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، هذه المشاعر يمكن أن تنبع من الإعجاب بصفات الشخص، الراحة النفسية التي نجدها في وجوده، أو حتى الدروس والتجارب التي نعيشها معه، وأحياناً يكون الحب تجربة تعلمنا الكثير عن أنفسنا، وعن الحياة، حتى لو كانت نهايتها الافتراق.

إليك بعض الطرق التي قد تساعدك في التعامل مع هذه المشاعر:

1. من المهم أن تقبلي الواقع كما هو، إذا كان الافتراق أمراً لا مفر منه، فمن الصحي أن تعترفي بذلك وتحاولي التكيف مع الوضع الجديد.

2. لا بأس في الشعور بالحزن أو الأسى على فراق شخص عزيز، هذه المشاعر جزء طبيعي من العملية العاطفية، ومن الأهمية بمكان أن تعطي نفسك الوقت لتعالجي هذه المشاعر.

3. أشغلي وقتك بأنشطة مفيدة، وهوايات تحبينها (وهي نافعة)، هذا سيساعد على تحويل تركيزك من الأفكار المؤلمة إلى شيء يعطيك شعوراً بالإنجاز والسعادة.

4. التحدث مع الأصدقاء والعائلة ومشاركة مشاعرك معهم يمكن أن يقدم لك الدعم العاطفي الذي تحتاجينه.

5. ركزي على أهدافك الشخصية والمهنية، ووضع أهداف جديدة يمكن أن يساعدك على المضي قدماً، ورؤية الفرص في المستقبل بدلاً من التركيز على الماضي.

6. اللجوء إلى الصلاة والتفكر في مخلوقات الله، يمكن أن يساعد في إيجاد السلام الداخلي والتسليم بأن كل شيء يحدث لحكمة، وبأن ما أصابنا مقدر ومكتوب لنا، وأن المسلم يؤجر على الألم النفسي، فعنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه) متفقٌ عَلَيهِ. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لأسماء بنت عميس - رضي الله عنها-: (ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).

كما أننا نصاب بآلام بدنية ونتعامل معها بواقعية، كذلك نصاب بآلام نفسية وعاطفية، وعلينا أن نتعامل معها بواقعية أيضاً.

تذكري دائماً أن الحياة تستمر وأن كل تجربة، حتى تلك التي تبدو مؤلمة، تحمل في طياتها دروساً وتجارب تساهم في نموك وتطورك الشخصي.

يسر الله أمرك، وشرح الله صدرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً