الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم الطمأنينة وأستيقظ على شجار أبي وأمي دائماً!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شابة، عمري 20 سنة، أصلي صلواتي الخمس والحمد لله، وبعض السنن، وقيام الليل، وأقرأ يومياً جزءاً من القرآن، وأستغفر ربي كثيراً، لكنني بعد كل شيء ما زلت لا أجد الطمأنينة، قرأت كثيراً في أثر ذكر الله على القلب، وكيف يطمئنه ويسكنه، لكنني ما زلت إلى الآن أحاول كثيراً، ولا يطمئن قلبي، خاصة في الليل، أخاف كثيراً مهما ذكرت الله.

علماً أن في بيتنا الكثير من الخلافات خاصةً بين أبي وأمي، نستيقظ أنا وإخوتي على شجارهما يومياً، وننام كذلك، خاصة أنهما يدعوان على بعضهما ويكرهان بعضهما منذ أن كنت في التاسعة من عمري.

سؤالي هو: هل عدم طمأنينتي بسبب التوتر الذي أتعرض له يومياً، أم الغلط مني وأنا مقصرة؟

كان والدي منذ كنت صغيرة يعلمني كل شيء متعلق بالدين الإسلامي، وأحكامه، لكن عندما كبرت اكتشفت أنه يتكلم كثيراً عنه، ولا يطبق شيئاً خاصةً مع زوجته.

فما زلت في حيرة من أمري، أصبحت أشعر أن كل ما يتعلق بالدين نفاق والعياذ بالله، ولا يؤثر بي أبداً.. فهل الغلط مني؟ ماذا أفعل؟ وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ riya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ينبغي أن تعلمي أنه لا بد مع الأداء والممارسة للأعمال الصالحة حتى تؤثر في القلب وتشرح الصدر من حضور القلب، واليقين الخالص لله تعالى طلبًا لرضاه ورحمته، وهذا مهم جدًا فالله يقول: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، لاحظي -أختي- قوله: "وهو مؤمن" فاعتقاد القلب والثقة بالله تعالى وطلب مرضاته هو المقصد الأول لتحقيق الحياة الطيبة.

كذلك عليك أن تحرصي -مع تغذية قلبك بالأعمال الصالحة والذكر والطاعات- على الابتعاد عن الأعمال الفاسدة، وما يذهب أثر هذه الأعمال من مفسدات الذنوب، فلن تجدي أثراً حقيقياً لذكر الله تعالى إذا كان مع هذا الذكر ارتكاب للمعاصي، أو تعلُّق القلب بالشهوات، أو ممارسة الذنوب الخفية.

أختي الفاضلة: ما تقومين به من أعمال صالحة شيء حسن، فعليك أن تقصدي الإخلاص لله تعالى فيها، والإكثار من أعمال القلوب كالدعاء والذكر، ثم لا تستعجلي الثمرة بعد فترة قصيرة، بل عليك المداومة والمجاهدة على أي حال سواء وجدت الثمرة أو لا؛ لأن الله يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

لا شك -أختي الفاضلة- أن ما تعيشين فيه من صراعات أسرية له انعكاسات كبيرة على صحتك النفسية، وله تأثير في توفير الأمان الأسري المهم للأبناء، ولعل ما تمرين به من حالات خوف ما هو إلا انعكاس لفقدان الأمان داخل الأسرة، خصوصًا عندما تكون هذه الصراعات الأسرية قديمة، ومن سن مبكرة -كما في حالتك-.

لذلك ننصحك أن تصارحي والديك بهذا إن أمكن، وتخبريهم بالتأثيرات السلبية التي تمرين بها بسبب تلك الخلافات، والمخاوف والآثار النفسية التي تسببها لك، إما عن طريقك مباشرة، أو عبر واسطة من تعرفين من قرابتك الذين يمكن أن يصلحوا بين والديك.

أختي الفاضلة: أنت في هذه البيئة بحاجة الى الإكثار من الطاعات، والدعاء، والتعلق الشديد بالله تعالى حتى تستطيعي تجاوز هذا الواقع، كما يساعدك الاختلاط بالفتيات الصالحات، وممارسة الأنشطة الجماعية بالخروج من بيئة التوتر والقلق، لذلك من المهم جدًا الخروج من بؤرة الشعور بالقلق والصراعات الأسرية عبر ممارسة الأنشطة والفعاليات الجماعية التي تنسيك الكثير من هذه الصراعات، وتشعرك بالإنجاز والتفوق.

وفقك الله وأعانك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً