الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بتطليق الثانية للحفاظ على بيتي الأول، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

أنا متزوج من اثنتين؛ الأولى لي منها ستة أبناء، والثانية ولد، وهي حامل الآن، زوجتي الأولى أحبها لدرجة الجنون، وأعشقها عشقًا غير طبيعي، أما زوجتي الثانية؛ فهي ذات أخلاق، وأدب، لكنها ليست جميلةً، فكرهتها، وليس لي رغبة بها.

أريد تطليق الثانية لسببين:
الأول: أخشى على نفسي من ظلمها.
الثاني: حصلت مشاكل بيني وبين زوجتي الأولى، وأنا الآن هاجر لها، ولا أدخل البيت عليها، ونفقتها تأتيها كاملةً، وأخشى على أبنائي من الانحراف، لا سيما أن أحدهما عمره 16 سنةً، والثاني 17 سنةً.

فهل أنا آثم بتطليقي الثانية، وعودتي إلى زوجتي الأولى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ هذه الخطوة، والقرار الناجح هو الذي تسبقه الدراسات، والمشاورات، وعودة إلى شريعة رب الأرض والسماوات.

نحيي فيك أنك وفي للزوجة الأولى، وحريص على إرضائها، وكما قال الشاعر:
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى ... ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى ... وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ

ولكن هذا لا يعني أن تظلم الثانية؛ إذا كنت تخاف على أولادك من الأولى من الانحراف، فينبغي أن تخاف على أولادك من الثانية من الضياع، فالذي سيسألك عن الكبار سيسألك أيضًا عن الصغار، وربما هم في حاجة إلى مزيد عناية.

وإذا كانت الزوجة الثانية -كما أشرت- على أدب وأخلاق، فأرجو أن تُدرك أن هذا هو الجمال؛ فجمال الروح الذي يدوم، ولذلك ندعوك إلى أن تُحسن إلى الطرفين.

اجتهد في أن تحل المشاكل بينك وبين الزوجة الأولى، وعليها أن تعلم أن ذلك ليس من الضروري أن يكون على حساب الثانية، فنحن لا نريد أن تظلم زوجة من أجل الأخرى، فيأتي الإنسان يوم القيامة وشقّه مائل، لأن هذا ظلم، والله لا يقبل الظلم.

ونعتقد أن هناك إمكانيةً كبيرةً للجمع بين الحسنيين، وعودة العلاقة الجميلة مع الأولى، والإبقاء على الثانية، وإكرامها، لما عندها من أخلاق وأدب، وأيضًا الاهتمام بجمال أخلاقها، والاهتمام أيضًا بما نتج عن زواجك منها من طفلٍ، وهي حامل بالثاني، أي أننا نتكلم عن طفلين، نسأل الله أن يُصلحهما، وأن يُنبتهما نباتًا حسنًا.

ونحب أن نقول: الطلاق الذي لا معنى له، أو الطلاق الذي تشترطه الزوجة الأولى أو الثانية، كلُّ ذلك لا يُقبل من الناحية الشرعية، وإذا كنت قد تزوجت، واستمرت الحياة لهذه الفترة -وأنت معك زوجتان- فأرجو أن تستديم هذه العافية، وهذا الخير، ولا نؤيد مسألة تطليق الثانية إرضاءً للأولى، أو ظلم الثانية لإنصاف الأولى، بل ينبغي أن تعدل بين الطرفين، واجتهد في تحسين علاقتك بالأولى، وكذلك استمر في العلاقة الجيدة مع الثانية، ولا تُشعرها بما يُحزنها، وبما يجرح مشاعرها، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب، وتعوّذ بالله من شيطانٍ همُّه أن يُخرّب البيوت.

نسأل الله أن يُعينك على التوفيق والجمع بين الزوجات، وأيضًا القيام بواجبك تجاه الأبناء والبنات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً