الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتوب توبة أشعر فيها بالندم، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من إدمان العادة السرية منذ أن بلغت الحلم، أي منذ ١٠ سنوات، وقد كنت أحاول التوبة، ولكن أعود لنفس المعصية، والمصيبة الأكبر أنني في الآونة الأخيرة أشعر بأنني أتوب من أجل البنت التي أحبها، أو من أجل صحتي كي لا أشعر بألم الظهر، أو أن أحافظ على طاقتي من أجل العمل، أو أنني أتوب من أجل أن ييسر الله أمري فقط، وليس لأنني نادم وأريد أن أتقي الله حقًا.

أشعر بالاحتقار تجاه نفسي، ولا أعرف كيف أغير هذه النية، لأتقي الله حقًا بشكل صحيح، وبالشكل الذي يريده الله مني، وأن أشعر بالندم من أجل الله، وليس من أجل الأمور التي ذكرتها سابقًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نحن سعداء جدًّا بتواصلك معنا، وسعداء أيضًا بما وفقك الله تعالى إليه من ترك هذه العادة القبيحة، والإقلاع عنها، بغض النظر عن القصد والنيّة التي من أجلها تركت هذه العادة؛ فتركك لهذه العادة أمرٌ جميل، نافع، ينبغي أن تحرص عليه، وتثبت عليه، وألَّا يُرجعك الشيطان إليها بما يُوحيه إليك من فساد نيتك، فالمحرمات عمومًا إذا تركها الإنسان فإنه في خير، وتركها ولو بنيةٍ غير صالحة للثواب خيرٌ له من أن يفعل.

فلا ينبغي أبدًا أن تتردد في تركها، ولكن حاول أن تُحسّن نيتك، بمعنى أن تقصد مع هذه المقاصد الصحيحة، من كونك تترك هذه العادة للأمور التي ذكرتها، من حفظ الطاقة، والاستعانة على العمل، وألَّا يحرمك الله تعالى خيره في الدنيا، وغير ذلك من المقاصد، فهذه كلها مقاصد صحيحة، يجوز للإنسان أن يقصدها، ولكن مع ذلك تذكّر أنك تركتها من أجل ألَّا تقع في غضب الله تعالى، ومن أجل أن تتجنب عقاب الله تعالى لك في الدنيا وفي الآخرة، فإذا نويت هذه النية صارت عبادةً، وصرتَ مأجورًا عليها.

فلا يضرّ أبدًا أن يقصد الإنسان بالطاعة والعبادة مقصودًا آخر يتحقق، سواءً نواه، أو لم ينوه، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في شأن مَن يذهب للحج، وأثناء سفره في الحج يُتاجر ويبيع ويشتري، فيقول سبحانه وتعالى: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربكم}. فالأمور هذه التي تحصل -سواء قصدتها أو لم تقصدها- لا تُؤثّر في نيتك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً