الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة خلف المبتدع أم في البيت؟

السؤال

أعيش في منطقة ينتشر في مساجدها البدع فهل أصلي بها أم في البيت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الصلاة في الجماعة أمرها عظيم، وأجرها عند الله كبير، وكثرة الخطا إلى المساجد ترفع الدرجات، وتمحو الخطيئات، وهي علامة صدق الإيمان، والتخلف عنها فيه خطر عظيم، وتفويت لخير كثير، ولا يجوز إلا لعذر شرعي، وراجع الفتوى رقم: 1798.
ولا شك أن من كان باستطاعته أن يجد مسجداً خالياً من البدع، والقائمون عليه أناس صالحون ملتزمون بالسنة، فإن الصلاة فيه أولى، بل إن ذلك متعين إذا كان غيره من المساجد حوله يدار من طرف أناس مبتدعين يمارسون فيه بدعهم.
أما إن لم يجد المسلم غير المساجد التي تنتشر فيها البدع، فينظر حينئذ إلى حال الإمام: فإن كان صاحب بدعة مكفرة كالاستغاثة بغير الله تعالى، والذبح لغير الله تعالى، فإن الصلاة خلفه لا تصح.
وفي هذه الحالة على المرء أن يصلي في بيته.
وأما إن كان الإمام صاحب بدعة غير مكفرة، فإن الصلاة خلفه صحيحة، وعلى ذلك فعلى المرء أن يذهب إلى مسجده إن لم يجد غيره، ويصلي معه، ويبذل جهده في نصحه ودعوته إلى الله تعالى، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بحكمة وموعظة حسنة، ويحثه على التخلي عن بدعته، ويبين له خطر الابتداع في الدين عسى الله أن يهديه على يديه، وأن يهدي من معه ممن هم على شاكلته في الابتداع.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني