الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستغفار بعدد معين في وقت معين

السؤال

هل يجوز لي بعد قراءة أذكارالصلاة المشروعة أن أخصص وردامن الاستغفارر يوميا بعد كل فريضة صلاة وقبل أن أقوم من سجادتي وكذلك في العذر الشرعي بعد النداء لكل صلاة وقراءة الأذكار المشروعة بين الأذان والإقامة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا حرج على المسلم في أن يتخذ عددا من الاستغفار كل يوم من غيرأن يحدد لذلك وقتا معينا، فإن حدد لذلك وقتا على الدوام واعتبره سنة كان ذلك من البدع الإضافية لعدم ثبوت تحديد الوقت عنه صلى الله عليه وسلم في هذه العبادة فيما عدا الاستغفارثلاثا عقب التسليم من الصلاة قبل الإتيان بالأذكار.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لاحرج على الأخت السائلة في أن تتخذ عددا من الاستغفار كل يوم، بل إن ذلك مرغب فيه لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة، وفي رواية أكثر من سبعين مرة، لكن اتخاذ ذلك في وقت محدد لم يثبت عنه صلى الله لا قولا ولا عملا ما عدا استغفاره صلى الله عليه وسلم ثلاثا عقب التسليم من الصلاة، لذا فلا ينبغي لها أن تتخذ ذلك في الوقتين المذكورين على أنه من السنة لأن ذلك يعتبر من البدع الإضافية ولو فعلته في بعض الأحيان فلا حرج في ذلك.

فقد روى البخاري عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.

وفي صحيح مسلم: عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة.

وفي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة، قال: هذا حديث حسن صحيح، ويروى عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة، ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الشيخ الألباني: صحيح بلفظ أكثر من سبعين مرة.

قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الحافظ فيه القسم على الشيء تأكيدا له وإن لم يكن عند السامع فيه شك، وظاهره أنه يطلب المغفرة ويعزم على التوبة ويحتمل أن يكون المراد يقول هذا اللفظ بعينه ويرجح الثاني ما أخرجه النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة، وله من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة.انتهى .

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم : 99061.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني