الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تتجسس المرأة على أسرار زوجها

السؤال

زوجي يعمل طيارًا، ويسافر دائمًا، ومرات يظل أيامًا في بلدان - كجزر سيشيل، أو المالديف-، ومجال الوقوع في الفساد والخطأ في هذه الجزر سهل جدًّا، ووجدت في جوال زوجي رسائل من نساء، وهو أيضًا قد قام بإرسال رسائل لهنّ، تدل على وجود علاقة، وواجهته، فقال: إنها لا تعني شيئًا له، وأنا منذ ذلك الحين أعيش كأن أحدًا يطعنني بسكين كلما تذكرت تلك الرسائل، وهذا يؤثر على صحتي، وعلى تعاملي مع أولادي، فأفيدوني بحل؛ لكي أنسى، أو أتحمل العيش بعد أن عرفت ما حصل.
وقد وعدني أنه لن يحصل هذا بعد ذلك، ويجب أن أثق به، لكني وجدت اتصالًا صادرًا منه لنفس المرأة بعد وعده لي؛ لذا فأنا لا أصدقه، وأنا أخاف على أسرتي من الانهيار في حال عملت مشكلة بسبب هذا الموضوع؛ لأنني أريد أن أعمل ضجة ومشكلة، لكني ألزم الهدوء وأتروى بسبب أولادي. ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الخلاصة:

لا يجوز للمرأة تتبع وكشف أسرار زوجها، كما لا يجوز للرجل إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنه -مباشرة، أو بمراسلة، أو اتصال- مهما كان غرضه؛ لما يؤدي إليه ذلك من فساد، وننصح بقبول عذر الزوج، وتعهده بعدم العودة إلى مثل ذلك؛ لمصلحة الأولاد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فما كان لك أن تتجسسي على أسرار زوجك، وتطلعي على أخباره، وتلك الرسائل والأرقام، قد لا تكون بالمعنى الذي تتصورين من حصول العلاقة المحرمة. هذا فيما يخص موقفك أنت من هذه القضية.

أما زوجك؛ فلا يجوز له أن يتصل، أو يراسل امرأة أجنبية عنه، أو يقيم علاقة صداقة بها، ولو كان غرضه حسنًا، فالإسلام قد حرم ذلك كله؛ لما يؤدي إليه من الفساد، ومن الوقوع في المنكرات.

فبيني له ذلك، واقبلي عذره وتوبته وعهده ألا يعود، وانسي ما كان، وتناسيه لمصلحة الأولاد، فهو وإن كان قد أخطأ بتلك الرسائل والاتصالات، فأنت قد أخطأت بكشف سره، وتتبعه، فلا تفعلي مثل ذلك أبدًا. وإليك بعض الإرشادات في الفتوى: 50933.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني