السؤال
لدي سؤال وهو أنني أحب دكتورة لي في الجامعة وبعد أن تخرجت من الجامعة زادت محبتي لها أكثر، ولكن أحبها فقط في الله لا مصلحة أو شيء آخر من هذا القبيل ولقد أخبرتها بأني أحبها في الله اقتداء بسنة النبي، ولكن أحسست إنها تعاملني في بعض المرات بنوع من الجفاوه وأحس أحيانا بالسخرية في معاملتها وبعض المرات تعاملني باللين وأنا من طبعي أحب عمل الخير ودائما أقدم لها الخير، السؤال هل هذا يعتبر حبا في الله إذا كان من طرف واحد أم لا بد أن يكون من طرفين، والسؤال الثاني: كيف نعرف أو ما هي العلامات التي تدل على أن الشخص الذي تخبره أنك تحبه في الله هو أيضا يحبك في الله؟ وشكراً.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الحب في الله هو ما كان خالصاً لوجهه الكريم وليس لمقصد غير ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحب في الله تعالى من أفضل الأعمال وأوثق عرى الإيمان... فقد قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي. وقال حسن صحيح، وروى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ.
ومن العلامات التي تميز المحبة في الله تعالى عن غيرها زيادتها إذا زادت طاعة الشخص وعبادته.. ونقصانها إذا حصلت منه مخالفة أو تفريط وتقصير في جنب الله تعالى، وسبب المحبة في الله تعالى محبة العبد لربه ولدينه ونبيه.. والتزامه بشرعه واستقامته على ذلك.
فإن كان حبك لهذه الدكتورة نابعاً من هذا المعنى فأبشري واحمدي الله على هذه النعمة، واسأليه المزيد من نعمه والعون على شكره، ولا يضرك بعد ذلك إن كانت لا تتجاوب معك، فأنت لا تحبينها لشخصها ولكنك تحبينها لله تعالى وحده ولا شريك له، فإن كانت السيدة المذكورة بهذه الأوصاف التي ذكرناها فلعل عدم تجاوبها معك راجع إليك ومن عدم التزامك واستقامتك... وإلا فإن المسلم الملتزم يحب إخوانه الملتزمين المستقيمين على الطاعة، والطيور تقع على أشكالها، كما يقال، وسبق لنا بيان فضل المحبة في الله والفرق بينها وبين غيرها في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30426، 76411، 58152، 8424 فنرجو الاطلاع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.