الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما ينبغي أن يكون عليه حامل القرآن

السؤال

لي صديقة تحفظ القرآن ولكن بعضا من تصرفاتها لا تطابق تصرفات حافظ القرآن وأنا أخاف أن أنتقدها أو أنصحها فأرجوكم المساعدة خاصة أن حفظة القرآن لهم تقدير خاص في قلبي...
جزاكم الله كل خير...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحافظ القرآن رجلا كان أو امرأة هو أولى الناس بالاستقامة على أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه حتى يكون القرآن حجة له يوم القيامة، فيكون من أصحاب السعادة والنعيم الأخرويين، فإن اتبع هواه وخالف تعاليم القرآن صار القرآن حجة عليه وكان سببا في هلاكه في الآخرة والعياذ بالله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: والقرآن حجة لك أوعليك،

قال السيوطي في شرحه لسنن النسائي: والقرآن حجة لك أو عليك قال النووي أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك، وقال القرطبي يعني أنك إذا امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه كان حجة لك في المواقف التي تسأل منه عنه كمساءلة الملكين في القبر والمساءلة عند الميزان وفي عقاب الصراط وان لم يمتثل ذلك احتج به عليك ويحتمل أن يراد به أن القرآن هو الذي ينتهي إليه. انتهى.

وفي جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي: وقوله صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك أو حجة عليك قال الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا الإسراء، قال بعض السلف ما جالس أحد القرآن فقام عنه سالما بل إما أن يربح أو أن يخسر ثم تلا هذه الآية وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره فيتمثل له خصما فيقول يا رب حملته إياي فبئس حاملي تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال شأنك به فيأخذه بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار ويؤتى بالرجل الصالح كان قد حمله فيمتثل خصما دونه فيقول يا رب حملته إياي فخير حامل حفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال شأنك به فيأخذه بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر. انتهى.

وتعظيم حملة القرآن واحترامهم لأجل حفظهم لكتاب الله تعالى أمر طيب وتعظيم لحرمات الله تعالى لكن ذلك لا يعني التغاضي عن أخطائهم والخجل من نصحهم، وعليه فلا تنتقدي زميلتك بل بدلا من ذلك احرصي على نصيحتها ولا تخجلي من ذلك، على أن تكون هذه النصيحة على انفراد وبرفق وحكمة وأسلوب مقبول مع الاستعانة في ذلك ببعض صديقاتها المستقيمات اللواتي يمكنهن التأثير عليها وأنت مأجورة على ذلك إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني