الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الموسوس أن يكفر عن أيمانه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي لقد تعبت كثيراً من الوسواس لقد حلفت يمينا فى السابق وبدأ الشيطان يوسوس لي حتى جعلني لا أتحدث ولا أنام وكنت أحلف أيمانا كثيرة وأحنث بسبب الوسواس غصبا عني فهل علي كفارة أنا مغلوب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك مرض الوسواس، فإن الوسواس مرض وله أسباب وعلاج، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51601، 4814، 5734، 10355، 3086، 15409.

والوسوسة الشديدة ذكرها أهل العلم في أسباب التخفيف، والموسوس هو من يشك في العبادة ويكثر منه الشك فيها حتى يشك أنه لم يفعل الشيء وهو قد فعله، والشك في الأصل موجب للعود لما شك في تركه... لكن إن كان موسوساً فلا يلتفت للوسواس لأنه يقع في الحرج، والحرج منفي في الشريعة، بل يمضي على ما غلب في نفسه، تخفيفاً عنه وقطعاً للوسواس.

قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: قال شيخنا -يعني ابن تيمية-: والاحتياط حسن ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك هذه الاحتياط.

وعليه فاليمين التي تعقدها دون إرادة منك بل تحت تأثير الوسوسة من غير قصد ولا إرادة ولا رغبة في الحلف، فلا يلزمك فيها كفارة، لأن هذا خارج عن قدرتك، والله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، والواجب عليك الابتعاد عن التلفظ باليمين ما أمكنك ذلك، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 74989.

وأما اليمين التي يجب عليك كفارتها فهي التي تعقدها وتقصدها وتتيقنها كما سبق ذكره في الفتوى رقم: 48055، والفتوى رقم: 48423.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني