الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب سعي الزوج في الإصلاح بين زوجته وأبيها

السؤال

هل يجوز إجبار زوجتي على مصالحة والدها قبل أدائها فريضة الحج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن النزاع والشجار مع الوالد عقوق له، وذلك من أكبر الكبائر، ومن أهم أسباب سخط الله ، ومن المعلوم أنه مهما كان من سوء خلق الوالد وظلمه، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:14}.

كما أن الزوج له حق القوامة على زوجته، ومن القوامة أن يحملها على أداء الفرائض واجتناب المحرمات.

وعلى ذلك فإن إجبارك زوجتك على مصالحة أبيها هو من القوامة التي جعلها الله لك، وليس ذلك مرهونا بكونها ستؤدي فريضة الحج، فإن برها بوالدها مطلوب على كل حال، ولكن عليك أن تعظها في ذلك وتعرفها حق والديها وفضل برهم، وتخوفها عاقبة العقوق، على أن يكون ذلك بالحكمة والكلام الطيب، مع الاستعانة بالله تعالى.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني