الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرض عليه العمل في ثلاث شركات ولا يدري أيها حلال

السؤال

أنا شاب من الجزائر، متزوج لي ثلاثة أبناء، متحصل على شهادة مهندس في الكهرباء، وفقني الله أن أجد عملا في ثلاث شركات، لكن كل واحدة فيها شبهة، ولم أستطع الاختيار بينها:
الأولى: متخصصة في مجال نقل الكهرباء، لكن مقر العمل عبارة عن قاعة كبيرة حيث يختلط فيها الرجال والنساء المتبرجات، ولا استطيع أن أتجنب هذا الاختلاط، و كذلك يصعب علي غض البصر.
الثانية: متخصصة في تربية الأسماك، لا يوجد فيها اختلاط ًٌَُكل العمال رجال، وهي عبارة عن شركة ذات أسهم فيها ثلاثة مساهمين، مساهم جزائري بنسبة 40/100، ومساهم إسباني بنسبة 30/100، والثالث مساهمة الدولة ممثلة بالديوان الوطني لتجارة الخمور بنسبة 30/100 علما أن عملي في هذه الشركة هو صيانة المعدات الخاصة بتربية الأسماك ولا علاقة لي بالديوان.
أما الثالثة: فهي متخصصة في بناء المصانع والمرافق العامة مثل الفنادق مع علمكم ما يوجد في الفنادق من منكرات، وعملي فيها هو إعداد الشبكة الكهربائية و كل ما هو متعلق بالكهرباء .
فضيلة الشيخ أفيدونا جزاكم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء، أي شركة أقل ضرراًٌُ حتى أحصل أجرا حلالا لأنني في حيرة من أمري و لابد أن أختار إحداها في أقرب وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعملان الأخيران يجوز لك أن تعمل في أي منهما شئت؛ لأن الشركة المتخصصة في تربية الأسماك نشاطها مباح، ولا يترتب على العمل فيها محذور شرعي، وإن كان من المساهمين فيها من ماله مختلط .كما بينا في الفتوى رقم: 75177.

وكذلك عملك في الشركة المتخصصة في بناء المصانع والمرافق العامة فهو جائز، وإن طلب منك العمل فيما هو خاص بالمحرمات كالعمل في مرقص أو بار امتنعت منه، وأما عملك فيما قد يستعمل في الحلال والحرام فإنه لا حرج فيه، كما بينا في الفتوى رقم: 99884 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني