الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شروط التوبة رد المظالم لأهلها

السؤال

هل تقبل التوبة ممن أكل أموال الناس بالباطل؟ وهل يقبل الله التوبة والدعاء قبل تمام سداد تلك الأموال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزُّمر:53}. فهو سبحانه يقبل توبة التائبين.

لكن ما كان من حقوق العباد لابد في التوبة منه أن يؤدى أو يبرئ منه أصحابه ويسامحوا فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

ومن عجز عن أدائها ولم يسامحه أهله فيها عزم على أدائها متى ما تيسر له ذلك ووجب على أصحابها إنظاره إلى حين ميسرة . وتوبته مقبولة لكنها لا تسقط حقوق الناس، ودعاؤه مقبول بإذن الله فليكثر من دعائه ليفرج همه ويكشف غمه ويقضي دينه .

وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 28159 ،26238 ،94989 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني