السؤال
يقول الحق تبارك وتعالى: علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم. ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في عمر رضي الله عنه، وأنه جامع امرأته بالليل في رمضان قبل الحل، ثم ندم، وجاء للنبي صلى الله عليه وسلم يعتذر، ويستخدم أعداء الإسلام ومن يكرهون عمر رضي الله عنه ذلك بقولهم إن القرآن نزل يذم عمر ويصفه بالخيانة، ويقول أعداء الإسلام إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يحابي أصحابه والعياذ بالله، فما صحة ما نسب لعمر؟ وكيف يكون الرد عليهم؟وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الآية التي نزل فيها هذا الأمر، نزلت بتوبة الله تعالى وعفوه على من حصل منه ذلك، كما قال تعالى: فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ {البقرة:187}، وتوبة الله على عبده وعفوه عنه دليل على عدم المؤاخذة به، وما دام الله عفا عنهم فلا يسوغ للناس مؤخراً أن يتكلموا فيهم، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم إن عمر -رضي الله عنه- لم يجامع امرأته معتقداً أنها نامت، وإنما ظن أنها تعتل؛ كما في سنن أبي داود بسند صحيح، فالواجب حسن الظن بالصحب والأدب معهم كما قال ابن أبي زيد في الرسالة: لا يذكر أحد من الصحابة إلا بأحسن ذكر. انتهى.
ويتأكد هذا في حق الخلفاء الراشدين الذين زكاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ووصانا بالاقتداء بهم، كما في حديث الترمذي: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين... وفي الحديث: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر. رواه ابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وراجع في ذلك الفتاوى التالية: 115663، 57702، 70135، 112346.
والله أعلم.