الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب وطء الزوجة بقدر حاجتها وقدرة الزوج

السؤال

زوجي لايعطيني حقي الشرعي لدرجة أحيانا يجلس عني شهرا ولم يجامعني رغم أنه يعيش في نفس البيت وينام في نفس السرير، ولكن لو قلت له قال لي أريد أن أنام لارتباطه بالعمل، ويعطيني ظهره، ولا يبالي في، رغم أنه ليس عاجزا ولا هو مريض، وعمره 44 وأنا 26.وأنا متضايقة ولا أريد أن أشتكي لأحد من أهلي، وهو عاجبه الوضع. لا تحسبه ياشيخ أنه حق بنات ولا أنه يطلع من البيت، لا والله. أرجوك رد علي بأسرع وقت لأني خلاص طفشت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، لقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً {النساء:19}.

ومن العشرة بالمعروف القيام بحق الزوجة في الفراش ، فلا يجوز للزوج ترك ذلك إلا لمانع أو عذر شرعي، وقد اختلف العلماء في وجوب وطء الرجل زوجته، هل يكون في كل أربعة أيام مرة؟ أو في كل أربعة أشهر مرة؟ أم أن هذا يكون حسب حاجتها وقدرته؟
وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله عن الرجل يترك وطء زوجته الشهر والشهرين، فهل عليه إثم؟
فأجاب: يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه، أعظم من إطعامها. والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصح القولين. انتهى.

فعليك أن تغتنمي من زوجك وقت صفاء ومودة لتعلميه بحقك عليه في هذه الأمور، على أن يكون هذا بلطف ورفق، فإن أصر على امتناعه فعليك أن تخبري بذلك من يملك التأثير عليه من أرحامه، كأمه أو أخته أو أبيه مثلا ليحدثوه بذلك، وننصحك بالصبر على ما تجدين من تقصير من جهة الزوج، فإن في الصبر على ذلك فوزا كبيرا في الدنيا والآخرة.

وهذا الطلب للصبر مفيد بما إذا لم تخشي على نفسك الوقوع فيما حرم الله تعالى، فإن خشيت ذلك فاطلبي الطلاق منه، فإذا خرجت من العدة بحثت عن زوج يعفك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني