الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بالكفر معناه قبوله واختياره

السؤال

أنا ـ يا شيخ ـ صاحب السؤال رقم: 2270673، وأريد أن أعرف ـ لأنني وقعت في حيرة كبيرة ـ ما هو المقصود بالرضا عن الكفر أو بالكفر؟ وهل هو حب الكفر أو الإحساس بالفرح عند سماع الكفر؟ والسبب هو إحساسي دائما بالكفر بسبب الوسواس فتمنيت ـ والعياذ بالله ـ أن يكون كل الناس مثلي وأقول: لماذا لا يتعذب الكافر ويمرض نفسيا مثلي؟ مع أنني ـ مثل ما قلت لكم ـ حريص على أن لا أكفر، وإذا كان كفرا فهل أكفر؟ وهل يفسخ عقد النكاح؟ وهل من الممكن أن آخذ باختيار ابن تيمية: أن عقد النكاح باق حتى لو حصلت الردة قبل أو بعد الدخول وحتى لو انتهت العدة، وبعض العلماء قالوا بأنه يمكن للزوج المرتد الرجوع لزوجته في حال انقضاء العدة ما لم تنكح، وعقدتي صارت تجديد العقد، لأنه لو ثبت أنني كفرت ويلزمني تجديد العقد فلن أستطيع التجديد، لأنني لا أعرف ماذا سأقول لهم؟ وفي نفس الوقت لن أستطيع الاقتراب من زوجتي، وهل أعذر بالجهل؟.
علما بأن حياتي قد تعطلت تعطيلا كاملا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ويكفيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه.

ثم ننبه السائل الكريم على أنه لو قبل نصيحتنا له في الفتوى السابقة، وأعرض عن هذه الوساوس ولم يسترسل معها، لكان في عافية من أمره، ولما وصل به الحال إلى ما وصف هنا من تعطل حياته بالكامل.

فهون عليك ـ أخانا الكريم ـ فلست بكافر ولا مرتد ـ ولله الحمد ـ وليس ما تصفه رضا بالكفر، فإن الرضا معناه القبول والاختيار، يقال: رضيه وبه وعنه وعليه: اختاره وقبله.

وعلى ذلك، فلست بحاجة لمسألة الفرقة بين الزوجين إذا ارتد أحدهما، وهل تتوقف على انقضاء العدة أم لا؟.

وبصفة عامة، فإن الموسوس ـ خاصة إذا كان وسواسه قهرياً ـ لا يحكم بردته ولا بوقوع طلاقه، ما دام ذلك بأثر الوسوسة، فعليك أن تطرح عن نفسك هذه الأفكار، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلاً، فإن الوسوسة مرض شديد، فلا تفتح بابه على نفسك بالتعمق في مثل هذه المسائل، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 70594، 95053، 79113، 124761.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 119321.

كما يمكن مراسلة قسم الاستشارات في الشبكة لتناول الموضوع من الناحية النفسية للوسوسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني