الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما ذنب من أضله الله؟ سؤال خاطئ

السؤال

أرجو كشف عدم التعارض بين: أن الإنسان مخير في عمل الخير، أو الشر، وأن الله يهدي من يشاء، أو يضل من يشاء ـ في قوله تعالى: ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهۡدِى بِهِ مَنۡ يَشَآءُ وَمَن يُضۡلِلۡ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنۡ هَادٍ.
فمن هداه الله فبرحمته، فما ذنب من أضله الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكما أن الله تعالى إنما يهدي من يشاء بفضله وكرمه ورحمته، فإنه سبحانه يضل من يشاء بعدله وعلمه وحكمته وبالتالي، لا يصح أن يقال: ما ذنب من أضله الله؟! لا سيما وقد أقر السائل أن للعبد اختياراً وكسباً، به يضاف إليه عمله، وعليه يحاسب يوم القيامة، وقد جمع الله تعالى بين بيان أنه يهدي ويضل بمشيئته، وبين مسؤولية العباد التي يسألون عنها يوم القيامة، فقال عز وجل: وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. { النحل: 93 }.

ثم ننبه السائل الكريم على أن أصل المسألة هي العلم بأن الإنسان ليس بمخير ولا مسير، بل هو ميسر لما خلق له، ففعله وإن كان بقدر الله تعالى إلا أن له فيه اختياراً واكتساباً، وقد سبق لنا بيان ذلك وإيضاحه في الفتاوى التالية أرقامها: 121656، 26413، 35375، 95359، بما يغني عن إعادته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني