الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: أن رآه استغنى

السؤال

أريد أن أعرف في سورة العلق آية (أن رآه استغنى) الهاء تعود على من لأني لم أجدها في التفاسير؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هاء الضمير في (رآه) يعود على الإنسان المذكور قبله، وبداية السياق توضح ذلك وهي قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى. {العلق:6-7}، أي علم، وكلا تأتي في اللغة للردع والزجر، أي ليس الأمر كذلك أو ما هكذا ينبغي أن يكون. أو حقاً إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى.. أي رأى نفسه استغنت.

قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان أن ينعم عليه ربه بتسويته خلقه، وبتعليمه ما لم يكن يعلم، وإنعامه بما لا كفؤ له، ثم يكفر بربه الذي فعل به ذلك، ويطغى عليه أن رآه استغنى. اهـ

وقال القرطبي: إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى. يقول: إن الإنسان ليتجاوز حده ويستكبر على ربه، فيكفر به، لأن رأى نفسه استغنت، والإنسان هنا: الكافر أو هو أبو جهل الذي نزلت فيه هذه الآيات أو هو جنس الإنسان عموماً. والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان. اهـ

وقال ابن كثير: يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله، ثم تهدده وتوعده ووعظه فقال: إن إلى ربك الرجعى. أي إلى الله المصير والمرجع وسيحاسبك على مالك من أين جمعته وفيم صرفته. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني