الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا عقوبة على التائب بصدق في الدنيا والآخرة

السؤال

أنا فتاة أذنبت ذنبا لمدة وكان عدد من الناس يعلمون بهذا الذنب، ولكني والحمد لله تبت وأصلحت و ندمت وتركت المكان الذي حدث فيه الذنب، ولكنني الآن مضطرة للذهاب إلى نفس المكان اضطرارا شديدا فوجدت أن الناس الذين كانوا يعلمون بذنبي نشروا هذا الذنب وزادوا عليه وأصبحت منبوذة من الجميع إلا من رحم ربي من الذين يعرفونني جيدا. إذا ذهبت للمكان ستحدث لي مشاكل قد تصل إلى موتي وإذا لم أذهب سأفقد عملي. أريد أن أعرف هل الله قبل توبتي وهل إذا قبل توبتي سيعاقبني في الدنيا بما أذنبت ؟ أرجو الرد في أقرب وقت ممكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن العبد مهما أذنب ثم تاب توبة صحيحة فإن الله يقبل توبته ، قال تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}

بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، وإذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي فيشترط رد الحق له أو استحلاله منه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم : 5646.

فإذا تبت توبة صحيحة فلن يعاقبك الله تعالى على ذنبك في الدنيا أو الآخرة لأن معنى قبول التوبة هو زوال أثر الذنب، فالتوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واعلمي أن ابتلاء الله للعبد ليس فقط عقوبة على الذنوب وإنما قد يكون لحكم أخرى كرفع الدرجات والتمحيص، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 27048

فأبشري خيرا وأقبلي على ربك وأكثري من الأعمال الصالحة ولا سيما الذكر والدعاء فإن الدعاء من أنفع الأسباب .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني