الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الاستفادة من التلفاز واجتناب أضراره

السؤال

عشت في بيئة محافظة ولم يكن لدينا تلفاز، لأننا علمنا بالآية التي معناها: وضره أكبر من نفعه، وما به من الموسيقى والنساء وما يخرب عقيدتنا وتربيتنا الدينية وفيه ضرر علينا، وعندما تزوجت من رجل ـ والحمدلله ـ على خلق ودين أكد لنا عدم دخوله البيت، ولكنه تربى وتعود عليه، وتحدث معي كثيرا ووعدني بأن لا يدخله البيت إلا بمعرفتي ورضاي، وفجأة دخلت البيت فوجدته قد أحضره بدون علمي، وقال لي كل ما لدينا هو القنوات الدينية فقط، فقلت له الكل يقول ذلك ويستدرجنا الشيطان إلى الحرام، وكان خلافي على قناة الجزيرة لما فيها من النساء ولديه على النت كل ما أراد من أخبار، فوعدني وعدا بأن لا تدخل غير هذه القنوات مهما كان على مر الزمن، وأنه في حياته لن يسمع نشرة أخبار من امرأة، ووالده رفض أن يكون التلفاز هكذا بدون قنوات وبين له أهميتها وما فيها من ترفيه، وهو من أصر عليه بأن يدخله من الأساس، رغم أن هناك 11 قناة رياضة لزوجي، فأدخل قنوات الجزيرة وقناة كلها موسيقى ومعتقدات نصرانية لأطفالي، ولا أعلم أين مصيري أنا وأبنائي بعد ذلك، وكل يوم يقول هذه قناة مهمة ويضيفها؟ فهل علي ذنب في ذلك؟ وهل معي الحق في أن نخرج التلفاز من بيتنا؟ أم أن هذا مقبول بشرط أن لا نزيد عليه شيئا، أزيدكم شيئا أن زوجي قبل أن يحضر التلفاز كان يقضي جل وقته خارج البيت في المقاهي لمتابعة المباريات، وهذا جعله يحضر في البيت ويمكنه أن يضع الريسيفر على شاشة الكمبيوتر ويضع كارت الجزيرة الرياضية ليرى قنوات الرياضة، احكموا بما يرضي الله فأنا لا أعلم وأنتظر ردكم وأنا راضية بحكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله أحسن الجزاء، وحفظ عليك دينك ودين زوجك وأولادك، وإنك على حق في تصورك لغلبة الفساد فيما تبثه القنوات الفضائية وخطورة ذلك على الصغار والكبار، وقد سبق أن بينا أن التلفاز سلاح ذو حدين، وأن العبرة بما يعرض فيه من المواد، وأن الغالب على حال كثير من القنوات اشتمالها على كثير من البرامج التي يغلب فيها الفساد على الصلاح، فراجعي للأهمية فتوانا بالرقم: 1886.

فما كان من هذه القنوات من هذا النوع لا يجوز إدخاله إلى البيوت، ولا سيما ما كان منها مفسدا للعقائد والأفكار ومثيرا للشبهات، وخاصة ما كان منها من قنوات الأطفال، فإن كان زوجك قد أدخل هذا النوع من القنوات فقد أساء فيجب عليه التخلص منها وإبقاء ما هو نافع، خاصة وأنه قد وعدك بعدم إدخال التلفاز إلى البيت أصلا، أما وقد أدخله فليكتف بالقنوات التي تفيده وتفيد أهله وأطفاله، وقد كثرت هذه القنوات في الآونة الأخيرة، بل توجد بعض مستقبلات القنوات التي لا تشتمل إلا على القنوات النظيفة، وبعضها يورد الأخبار لمن يريد متابعة الأخبار، والذي نوصيك به أنت خاصة محاورة زوجك في هذا الأمر برفق ولين، والحرص على تذكيره والتركيز معه على جانب مصلحة الأطفال خاصة والخوف عليهم، فإن هذا ربما استفزه ونبهه إلى خطورة الأمر، واحذري التشديد معه حتى يحصل الشقاق فيترتب عليه من المفاسد ما هو أعظم، وننبه إلى أن لفظ الآية التي أشرت إليها هو قول الله تعالى عن الخمر والميسر: وإثمهما أكبر من نفعهما ـ واللفظ الذي أوردت هو معنى هذه الآية، فقد أخذ منها العلماء أن كل ما كان ضرره أكبر من نفعه كان حراما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني