الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسوغ إخراج الصلاة عن وقتها لمن لا يستطيع المحافظة على الوضوء

السؤال

هل يجوز قضاء الصلاة بسبب عدم القدرة على المحافظة على الوضوء( بسبب مرض واضطرابات مزمنة في الأمعاء)، وعدم القدرة على الوضوء خارج السكن لتعذر الوسائل- الدولة غير مسلمة وأماكن الوضوء غير متوفرة- وصعوبة العودة للسكن الجامعي في كل وقت (صلاة)، وهل تفويت الصلاة في هذه الحالة يعد كتركها وتنطبق على الشخص الآية: " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون".
بارك الله فيكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي يظهر من سؤالك أنك تتركين الصلاة حتى يخرج وقتها بالسبب المذكور، فإن كان كذلك فاعلمي أنه لا يجوز لمسلم أن يتعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها بحال إلا أن يكون له عذر يبيح الجمع بين الصلاتين فيؤخر الأولى لوقت الثانية، وتعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها إثم عظيم أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس والعياذ بالله، وراجعي الفتوى رقم 130853 وفاعل هذا من الداخلين في الوعيد الوارد في الآية، فعليك أن تحرصي على أداء كل صلاة في وقتها، فإن كنت على غير وضوء فاجتهدي في البحث عن مكان تتوضئين فيه وما نظن ذلك عسيرا، فإن عجزت عن الوضوء عجزا حقيقيا فتيممي وصلي ولا تخرجي الصلاة عن وقتها، وإن كان لك عذر يبيح الجمع بين الصلاتين الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء جاز لك تأخير الأولى لتصليها في وقت الثانية أو تعجيل الثانية لتصليها في وقت الأولى، وراجعي لبيان هذه الأعذار الفتوى رقم 6846 ورقم 142323 ثم إن كنت مصابة بانفلات الريح فحكمك حكم صاحب السلس، ولبيان ضابط الإصابة بالسلس انظري الفتوى رقم 119395 فيجوز لك الجمع بين الصلاتين عند كثير من العلماء في هذه الحال، ويسعك أن تتوضئي للصلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل كما هو مبين في الفتوى المحال عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني