الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف يتم التعامل مع الوالدين
أنا لا أملك إلا النفقة عليهما، ولا أملك أن أعطيهما مالا لأنه لا زيادة معي.
ما الذي يلزمني حتى أشعرهما أنني أبرهما.
أريد التفصيل في كيفية البر من حيث كلامهما ومجالستهما. هل تكون يوميا وما إلى ذلك؟
وهل إذا أبويّ جعلا مني الكبير ولي الأمر والنهي في البيت تعد على حقوقهما
ولا يقومان بمراجعتي ..أمامي.
ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكرالله لك حرصك على بر والديك والإحسان إليهما، واعلم وفقك الله أن بر الوالدين من أجل الطاعات وأفضل العبادات، ولم يضع له الشارع حدا معينا بل أمر به أمرا مطلقا، وما كان هذا شأنه فإنه يرجع في ضبطه إلى العرف، فما كان في عرف الناس برا فهو مأمور به، وما كان عقوقا في عرف الناس فهو منهي عنه.

قال الناظم:

وكل ما أتى ولم يحددِ... في الشرع كالحرز فبالعرف احددِ.

وأنت أبصر الناس بما يرضي والديك وما يسخطهما، فاحرص على مرضاتهما، وجالسهما وكلمهما بما تعد به عرفا بارا لهما وبما يرضيان به. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا أنفقت عليهما النفقة الواجبة ولم يكن عندك ما توسع به عليهما فلا جناح عليك.

وأما ما وكلاك في الأمر والنهي فيه وفوضاه إليك فأحسن فيه ما استطعت، واتق الله تعالى واحرص على فعل ما هو الأمثل والأرضى له سبحانه، ولا حرج عليك في ذلك بل أنت مأجور إن بذلت وسعك في توخي الأصلح إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني