الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الستر على العصاة غير المجاهرين مطلوب شرعا

السؤال

أنا زوجة وأم لطفلين، زوجي يعمل بالخارج، وحصل أمر خطير ولست أدري ماذا أفعل: أخت زوجي طلبت مني مفتاح شقتي لكي تأتي فتستريح في شقتي قليلا لأن جهة العمل تعطيها وقت راحة، علما بأني أجلس عند أهلي لأن زوجي بالخارج، وفي اليوم الذي طلبت فيه المفتاح ذهبت معها للشقة، ثم طلبت مني أن أذهب لأن بنتي بشقة أمي وهي رضيعة، فذهبت، وعندما خرجت تذكرت أمرا نسيته بشقتي فعدت للشقة مرة أخرى، ففوجئت أن أخت زوجي في الشقة مع رجل غريب بوضع مخل، علما بأنها متزوجة، فطردت هذا الرجل من الشقة ووعظتها، ولكن للأسف اتصلت بي أختها وشتمتني بأفظع الألفاظ، وأهانت كرامتي جدا، كل ذلك لأني عدت فاكتشفت أمر أختها وفعلها الفاضح، وأخذت تقول لي لم أكن قد رتبت للأمر هكذا لماذا عدت. المهم تحملت الإهانة ولم أهنها كرامة لزوجي بل وعظتها وقلت لها حرام تجعلني أخت هكذا، وكتمت الأمر عن زوجي حتى لا ينهار ويتعب، ولأن من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، ولكن وجدته يتغير من ناحيتي لأن أخته التي أهانتي هذه سبق أن فرقت بيننا 3 سنوات، فهي ممن يفرقون بين المرء وزوجه، لا تصلي وتفعل أمورا يندى لها الجبين، فعزمت على أن أخبره خوفا مني أن تفرق بيننا مرة أخرى وحتى يأخذ حقي منها، ففوجئت أنها أخبرته بالموضوع، ولكن ليس بطريقة صحيحة وخففت كثيرا مما فعلت أختها وأنها لم تكن على علم بما فعلت أختها وأنه يعرفه منذ شهور، وأنه لن يستطيع العيش معي بعد الآن لما عرفته عن أخته. فصدمت لردة فعله جدا، وأنه لم يأخذ حقي بل كأنني أنا الظالمة الجانية، تحملت لأجله ولم يراعني. أحس بألم وحرقة شديدة، وأريد أن أخبر أباه بالأمر. فهل هذا حرام ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالستر على العصاة غير المجاهرين مطلوب شرعا، وقال بعض العلماء بوجوبه، وانظري الفتوى رقم : 167735.
وعليه فينبغي لك الستر على تلك المرأة وعدم إخبار أبيها أو غيره عما مضى، ولا سيما مع عدم ظهور مصلحة في إخبار الأب، ففوضي أمرك إلى الله، واصبري وثقي بأن الله لن يضيعك، قال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني