الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الغسل والنطق بالشهادتين وإعادة الصلاة بسبب وساوس الكفر والردة

السؤال

لدي سؤال يتعلق بالعبارات التي تخرج من الملة، علما بأنني عانيت من الوسواس في هذه الأمور وأعمل جاهدة حتى أتغلب عليه ـ بإذن الله ـ وسؤالي هو: في إحدى المرات قالت لي إحدى زميلاتي عبارة أحسست أنها من السخرية، فأنكرت ذلك بقلبي في بداية الأمر، ثم بعد مدة وفي حوار مع نفسي قلت ربما لم تقصد الاستهزاء، فبرأتها وبرأت الجملة التي قالتها واستقر ذلك الأمر في قلبي، ثم بعد شهر أو أكثر، وبعد مرور 7 أيام من رمضان رأيت في إحدى صفحات النت أن جملة مشابهة لها كثيرا هي إحدى العبارات التي تخرج من الملة، فاهتز كياني ذلك اليوم وقمت بنطق الشهادتين بنية الدخول في الإسلام واغتسلت، فهل عملي صحيح بحجة أن الأمر استقر في قلبي؟ وهل علي قضاء صلاة وصيام الأيام التي قبل التشهد والغسل؟ وقد أصبحت منذ ذلك اليوم أشك في أي عبارة وأي جملة ولا أدري إن كانت مخرجة من الملة أم لا وفي يوم آخر طلبت مني أختى أن تحمّل إحدى تطبيقات الأندرويد التي تحوي قصص القرآن، لكنني رفضت بحجة أنها ليست من مصدر موثوق وبالتالي يحتمل أن تحوي بعض الأخطاء وأنها إذا كانت تريد قصص القرآن فلتقرأها من الكتب، لأن مصدرها موثوق، لكنها ألحت علي مما أغضبني، فقلت لها دعك من هذه التفاهات ـ وأقصد بها هذه التطبيقات غير الموثوق بها ـ وأعلم في قرارة نفسي أنني لم أقصد قصص القرآن، فهل أكون بذلك قد خرجت من الملة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن السائلة بها وساوس وشكوك كثيرة، وننصحها بأن تهون على نفسها في أمر الردة والكفر، فما حصل منها هو مجرد وساوس من الشيطان ليشغل قلبها ويوقعها فى الحيرة, وننبها إلى أن العبارة الصادرة من صديقتها وما شابهها من العبارات التي قرأتها وما قالته لأختها: دعك من هذه التفاهات ـ كل ذلك لا يوجب الردة ولا يخرج عن ملة الإسلام، وبالتالي فما قامت به من الاغتسال والنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام، كل ذلك في غير محله، لأنها لم تخرج من الإسلام أصلا, كما لا يلزمها قضاء صلاتها وصيامها قبل النطق بالشهادتين، لعدم ما يوجب ذلك، وقد ذكرنا موجبات الردة عن الإسلام في الفتوى رقم: 146893.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 48325، ورقم: 70476.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني