الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوظيفة بشهادة مزيفة...حكمها وحكم راتبها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أعمل بإحدى الدول العربية ويوجد شباب من بلدتي في نفس البلد ويعملون بمهنة التدريس ولكي يعملوا بهذه المهنة قاموا بتزوير شهادات الخبرة والشهادات العلمية من تقدير مقبول إلى تقدير جيد وجيد جداً حتي يقبلوا في هذه المهنة وسؤالي: هل المبالغ التي يحصلون عليها من هذا العمل حلال؟ أم مشكوك فيها وهل كشف هذا التزوير للجهات المسؤولة حلال أم حرام؟ وهل إذا أبلغت عنهم هل هذا يكون سببا في قطع أرزاقهم؟ والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العمل الذي أقدم عليه هؤلاء المدرسون هو من الغش والتدليس المحرمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا، فليس منا" رواه مسلم.
ويجب عليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما فعلوا، وذلك بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إلى مثله في المستقبل، ولمعرفة المزيد راجع الفتوى رقم: 15764، والفتوى رقم: 17590.
أما عن الأموال التي حصل عليها هؤلاء من عملهم، ففيها تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 21329.
وخلاصته أنهم إذا كانوا أكفاء لهذه الوظيفة، ووجود الشهادة لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة للكفاءة المطلوبة، فالأموال التي حصلوا عليها حلال لا شيء فيها، لأنها في مقابل العمل الذي قاموا به.
أما إذا لم يؤدوا العمل على الوجه المطلوب، فالمال الذي أخذوه لا يحل لهم، لأنهم حصلوا عليه بدون ما يقابله من عمل.
والواجب عليهم أن يوضحوا الأمر للمسؤولين، فإن شاؤوا أقروهم، وإن شاؤا عزلوهم.
أما بالنسبة للمال، فليس لهم منه إلا ما قابل عملاً حقيقياً، والباقي يرُد إلى الهيئة التي يعملون فيها إلا إذا تنازلوا عنه لهم.
وفي كل الأحوال لو كان حصولهم على هذه الوظيفة قد حصل لهم مع تقدم غيرهم لها ممن يستحقونها، فقد وقعوا في الاعتداء على حقوق الآخرين، ويجب عليهم في هذه الحالة أن يطلبوا المسامحة ممن اعتدوا على حقوقهم.
أما الواجب عليك أنت أيها السائل، فهو إخبار الجهة المختصة إذا كانوا غير أكفاء لهذه الوظيفة بنسبة تخل بالقيام بها، ولا اعتبار بالنسبة القليلة، لأنها لا تأثير لها في الغالب، والناس يتفاوتون فيها تفاوتاً طبيعياً ولو كانوا في مستوى تعليمي واحد، والأفضل أن تعرض عليهم هذه الفتوى، وتدعوهم إلى القيام بذلك بأنفسهم في هذه الحالة، لئلا يكون في صدرك حرج.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني