الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخشى على نفسه الفتنة ووالدته تجبره على الدراسة ببلاد الكفر

السؤال

‏ شيخنا: الوالدة تجبرني على أن ‏أدرس في الخارج، وأنا حاليا في ‏أمريكا، لكن والله المعاصي تحاول ‏التسلل إلي. وقد تعبت، وأريد أن أعود ‏لأصلي في مساجد الله، ولا أريد ‏الدنيا. أريد أن أعيش من أجل أن ‏أعمل من أجل آخرتي، لكن أمي ‏تجبرني على أن أدرس في الخارج. ‏والفتن تلحقني، وقد تعبت، ووصلت ‏إلى حد الجنون.‏
‏ أرجوكم فهموني هل يحق لي ‏عصيان أمي، وأن أعود إلى بلاد ‏المسلمين كي أعبد الله؟ ‏
أرجوكم أفيدوني.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في عظم حق الأم، وتأكد برها، كما جاءت بذلك النصوص الشرعية، والتي قد سبق بيان بعضها في الفتوى رقم: 27653.

ولكن -كما هو معلوم- فإن طاعة الوالدين إنما تجب في المعروف. وليس من المعروف أن يفعل الولد ما يضره في دينه. فإن كنت تخشى الفتنة في دينك في تلك البلاد، وجبت عليك الهجرة منها ولو لم ترتض ذلك أمك. وراجع الفتوى رقم: 76303 ، والفتوى رقم: 108355.

ومهما أمكن إقناعها أولا، كان أولى لتتحقق المصلحتان: حفظ الدين، ورضا الأم، فاشفع إليها بأهل الخير، ومن ترجو أن يكون قولهم مقبولا عندها، هذا مع الدعاء لها. ولو قدر أن غضبت، فلا إثم عليك في ذلك، ولا يعتبر عقوقا، ولكن اجتهد في سبيل رضاها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني