الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كسب المال عن طريق مشاهدة إعلانات شركة مبنية على التسويق الهرمي

السؤال

هل يجوز كسب المال عن طريق مشاهدة الإعلانات فقط، وتلك الإعلانات غير محرمة، لشركة مبنية على التسويق الهرمي، مع العلم أن التسويق الهرمي حرام؟ وهل يجوز الانتفاع من تلك الشركة عن طريق مشاهدة الإعلانات فقط عبر موقع الإنترنت، والتسجيل في هذه الشركة مجاني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه المسألة مما يكثر السؤال عنه، ولنا فيها فتاوى سابقة، خلاصتها أنه إذا كان الاشتراك مجانًا، ولا يدفع المشترك رسومًا نقدية، ولا يلزم بشراء منتج حيلة على دفعه لتلك الرسوم، وهو يختار ما يتصفحه من الإعلانات المباحة، ويجتنب ما هو محرم، فإن ذلك لا بأس به، ولا حرج فيه، شريطة خلو المعاملة من غش أصحاب الإعلانات، وخداعهم، بما ينافي غرضهم، ويبطل مقصودهم الأصلي، فالمتبادر كون أصحاب الإعلانات يريدون إطلاع الناس على إعلاناتهم؛ لترغيبهم في المنتج، وإقناعهم بالتعامل فيه، بينما هنا يكون متصفحو الإعلانات فئة محدودة، ولا غرض لهم في الاطلاع عليها، بل أحيانًا يستخدمون وسائل لتصفحها دون مباشرتهم لذلك، وتوهمهم شركة التسويق بكثرة من اطلعوا على الإعلانات، وتأخذ منهم مقابل ذلك، والحقيقة أنه لم يطلع عليها إلا قلة، وإذا كان الواقع كذلك، فهذا غش، وخداع محرم، لا يجوز الاشتراك فيه، ولا الإعانة عليه، قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ{النساء:29}.

والذي نراه وننصح به هو اجتناب ذلك كله والبعد عنه احتياطًا للدين:

والاحتياط في أمور الدين مَن فَرَّ من شك إلى يقين.

وذلك، لما أخرجه الترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن حبان عن الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ.

قال المناوي ـ رحمه الله ـ في فيض القدير: دع ما يريبك ـ أي: اترك ما تشك في كونه حسنًا أو قبيحًا أو حلالًا أو حرامًا: إلى ما لا يريبك ـ أي: واعدل إلى ما لا شك فيه، يعني ما تيقنت حسنه، وحِلَّه...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني