الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه من وساوس, وشكوك, وغيرها، وننصحك بالدعاء, والتضرع إلى الله تعالى، كما ننصحك بالإعراض عن تلك الوساوس, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك علاج نافع لها.
وقد اشتمل سؤالك على عدة أمور, وستكون الإجابة في النقاط التالية:
1ـ إذا كانت الغازات تكثر عليك في وقت الصلاة, وتقلّ في غيرها, وأحيانا تكون وهما, فلا ينطبق عليك حكم السلس, فصاحب السلس من يستمر عليه الحدث بحيث لا ينقطع وقتا يتسع للطهارة, والصلاة.
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فمن لم يمكنه حفظ الطهارة مقدار الصلاة، فإنه يتوضأ ويصلي، ولا يضره ما خرج منه في الصلاة، ولا ينتقض وضوءه بذلك باتفاق الأئمة، وأكثر ما عليه أن يتوضأ لكل صلاة. انتهى
وفي فتاوى نور على الدرب لابن باز: فصاحب السلس ومثله صاحب الريح الذي يخرج منه الريح دائما، لا يستطيع البقاء إلى وقت يؤدي فيه الصلاة، فإنه يصلي على حسب حاله، يتوضأ إذا دخل الوقت، ويصلي مع الناس، ولو خرج منه الريح، أو خرج منه البول. انتهى
2ـ الكلام الذي أشكل عليه: (اذا كان لا يتوقف فترة تكفي للوضوء والصلاة فهو صاحب السلس) واضح، ومعناه استمرار الحدث بحيث لا ينقطع وقتا يكفي للوضوء والصلاة.
3ـ يجوز لك حبس الغازات، وصلاتك صحيحة عند أكثر أهل العلم, ولو ترتب على ذلك ذهاب الخشوع في الصلاة.
قال النووي في المجموع: وحكى أصحابنا الخراسانيون وصاحب البيان عن الشيخ أبي زيد المروزي أنه إذا انتهى به مدافعة الأخبثين إلى أن ذهب خشوعه لم تصح صلاته، وبه جزم القاضي حسين. وهذا شاذ ضعيف. والمشهور من مذهبنا ومذاهب العلماء صحة صلاته مع الكراهة، وحكى القاضي عياض عن أهل الظاهر بطلانها. والله أعلم. انتهى
لكن إذا تحققتِ من خروج بعض الغازات أثناء الصلاة, فإنها تبطل لانعدام شرطها وهو الطهارة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ. متفق عليه.
4ـ أما قولك: بالإضافة إلى أنني أعاني من البواسير والإمساك في بعض الأحيان. فهل تكون البواسير سببا لكثرة الغازات؟ فالرجاء إرسال هذا السؤال إلى قسم الاستشارات، وستجدين الجواب -إن شاء الله-.
والله أعلم.