الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان..)

السؤال

لقد سمعت وشاهدت على شاشة التلفاز كيف يلبس الجني الإنسان، وكانوا جميعهم مسلمين، فإذا كان الجني يفعل مع المسلم هكذا! فكيف يفعل مع الكافر الذي لا يذكر الله نهائيًا؟! وإذا كان الأمر كذلك لأصبح جميع الكفار ملموسين من الجن. علماً أني لم أشاهد هذه الحالات في أوروبا، بينما تكثر بين المسلمين. قال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأما حقيقة دخول الجن بدن الإنسان وهو ما يعرف بالمس، فقد سبق أن فصلنا القول فيها في فتاوى عديدة، منها الفتوى: 3352 والفتوى: 15307.

وأما الشبهة الواردة في السؤال فتنظر في جوابها الفتوى: 21656.

وأما الآية الكريمة: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ {الحجر: 42}، فإن لها تأويلاً غير ما تبادر إلى ذهن السائل، فالسلطان المذكور هو سلطان الحجة كما قال الطبري، ويصدق هذا قول الله تعالى حاكياً عن إبليس: وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي {إبراهيم: 22}، أي من حجة.

وقيل: ليس له سلطان على قلوبهم. وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال: معناه ليس لك عليهم سلطان تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي. اهـ.

فالمقصود أن الآية ليست على إطلاقها، وإلا للزم أن لا يكون للشيطان تعلق البتة بالصالحين، وهذا معلوم الفساد بالضرورة، فالصالحون يتعرضون لوسوسة الشيطان وإيذائه كما هو معلوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني