الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

مامعنى الآية رقم 189 من سورة الاعراف؟ وهل المخاطب هو سيدنا آدم عليه السلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعــد:

فأما تفسير الآية الكريمة فقد تقدم في الفتوى رقم: 24905

وأما من المخاطب بها، فمختلف فيه عند المفسرين والذي يعول عليه أن المخاطبين بهذه الآية هم جنس الآدميين وأن المراد بها بيان حال المشركين من ذرية آدم، قال القرطبي عند تفسيره للآية: "وقال قوم إن هذا راجع إلى جنس الآدميين والتبيين عن حال المشركين من ذرية آدم هو الذي يعول عليه."

ولقد استعرض ابن كثير في تفسيره الآثار المرفوعة والتي ذكرت أن المخاطب بالآية آدم وحواء، وتوصل إلى ضعفها ، وذكر أيضاً أن الآثار الموقوفة على الصحابة في ذلك مأخوذة عن أهل الكتاب، ثم روى بالأسانيد الصحيحة عن الحسن البصري أنه فسر الآية بقوله كان هذا في بعض الملل ولم يك آدم.

وقال ابن كثير أن تفسير الحسن من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، وختم ذلك البحث بقوله: "وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس كقوله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين [الملك:] ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها دائماً هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها ولهذا نظائر من القرآن". ا.هـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني