الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب في المكتوب في السيرة الذاتية

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أعيش وسط عائلة متوسطة الدخل، قرأت في المدرسة العمومية منذ صغري، وحصلت على الإجازة، وسجّلت في الماجستير، لكني لم أوفّق لأسباب معينة، فاقترحت عليّ بنت عمّتي أن أدخل مدرسة أحلامي، فهي تعرف صديقًا يعمل هناك، يمكنه أن يساعدني في أدخول المدرسة، دون دفع ثمن الدخول، والثمن هو 1000 دولار مدة أربعة أشهر.
فرحت حينها، ووافقت، ومن خلال شرحه تبيّن أن المدرسة تمنح لخمسة أشخاص في كل مدة زمنية محددة الدراسة بالمجان؛ لأنها تمول من قنصليات معينة لهذا الغرض، فهو سيساعدني بتدريبي على المقابلة التي ستكون بيني وبين شخص آخر، ويوجّهني لكي يتم قبولي بالمنحة، فصارحته بأنني لم أحصل على الماجستير، ولا أتقن اللغات كثيرًا، فقال: إن ذلك لا يُهِمّ، والمهم هو أنني شغوفة بدخول المدرسة، وهذا هو المعيار الأساس للقبول، فدخلت إلى صفحة المدرسة على الانستجرام، فلمحت أن من شروط التقديم: الشغف، والماجستير، وإتقان اللغتين: الفرنسية والإنجليزية، وأن تكون في طور البحث عن عمل، وأن تكون غير قادر على تسديد المبلغ.
بالنسبة للغتين فأنا أفهمهما -والحمد لله-، لكني لست خبيرة فيهما، وأقوم بتطوير نفسي، أما الماجستير فطلبت منها أن تتواصل معه، وتؤكد له أنني لم أحصل عليه، فقال: لا مشكلة.
وفي يوم الجمعة تكلّم معي لكي يدربني على المقابلة التي ستجرى يوم السبت، وقال لي: إنه أخبرهم عني، وأنني لم أحصل على الماجستير، لكني كنت مسجلة، ولكن ظروفي الخاصة اضطرتني أن أخرج وأعمل، ولم أكن أعرف أنه سيقول ذلك، بل كنت أظن أن لا مشكلة في مسألة الماجستير، فقد قال لي: المهم هو الشغف، لكن أخشى أن أنافس أناسًا أولى بهذا مني، وطلب مني أن أقول ما قاله من أنني سجّلت، والحقيقة أنني سجلت، ولكني لم أوفّق في دراسته، وطلب أن أكتب هذا في السيرة الذاتية، وأن آتي بها يوم المقابلة.
لديّ معرفة مسبقة بمجال الدراسة؛ لأنني كنت في العام الماضي أحضر دروسًا عن بُعد، فقال: إن هذا سيفيدني كثيرًا.
بحثت قليلًا عن حكم هذا هنا، وتبين أنه من الحرام أن تكذب على الجهة المانحة، وفي هذه الحالة لن أُمنح أيّ شيء غير الدراسة، ولا أملك المال كي أدرسها، فهل أترك هذا لأنه ليس لي؟
لم أعدّل السيرة الذاتية بعد، وخفت من قولكم: إنه تزوير، ولم يتبقَّ الكثير على المقابلة، ونحن في رمضان، وأخشى أن تكون فتنة، وأنا في مرحلة شك، ولا أعرف ما أفعله، وأخشى أن يتم جوابي بعد المقابلة. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت السائلة أنها سجّلت في الماجستير، لكنها لم توفّق لأسباب معينة.

ومن ثم؛ فلا مانع من ذكر هذا التسجيل في السيرة الذاتية، ولو دون ذكر السبب في عدم إكماله، وإنما المحظور هو الكذب في السبب، فتكتب فيه شيئًا مخالفًا للواقع.

وجملة القول: إن الصدق واجب، سواء في المكتوب في السيرة الذاتية، أم في الكلام الشفوي عند المقابلة الشخصية، حتى ولو أدّى ذلك لحرمانك من التسجيل في هذه المدرسة. وانظري للفائدة الفتوى: 416530.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني