الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعتبر المرء بحال زوجته لا بماضيها

السؤال

تعرفت على بنت عن طريق الجيران قصد الزواج وقد بحثت كثيرا لأعرف إن كانت لها أية علاقة عاطفية من قبل فلم أعثر على شيء ضدها وبما أنني بطبعي إنسان شكاك فقد أعطيتها المصحف الكريم لتقسم بالله أنه لم يسبق لها أية علاقة من قبل. وبعد عقد القران والدخلة بأيام أردت أن أستدرجها في الكلام وقلت لها من وحي خيالي إني قد تعرفت على صديق وقال إنه يعرف أنك كنت على علاقة بأحد زملائك في المدرسة, فأنكرت في بادئ الأمر وتشبثت بكلامي فاعترفت وقالت إن تلك العلاقة لم تتجاوز قبلة واحدة على امتداد تلك العلاقة التي دامت بينهما حوالي السنة. فسامحتها على أساس ألا تعاود الكذب وأن تصارحني بكل شيء فقالت هذا كل ما هنالك وأقسمت بعد دلك بنفس الطريقة الأولى. وبعد أسبوع أردت اتباع نفس الحيلة الأولى وقلت لها بأني سمعت قصة أخرى بأنهما كانا يداومان على القبلات الحارة ويحتضنها وكذلك أرادت الإنكار ثم اعترفت, عندئد أردت تطليقها ولكنها بكت وأقسمت أن علاقتهما لم تصل حد الجنس وأقسمت أنها لم يعد لديها أي أسرار تخبئها عني في حياتها قبل الزواج وقالت (إني أكون قد كفرت بدين محمد إذا كانت علاقتي معه إلى حد الجنس) وسامحتها مرة أخرى، وجاءت المرة الثالثة لأقول لها إن أحد الأشخاص قد ادعى أنه أعطى صاحبك القديم الشقة لكي تمارسا فيها الجنس وحاولت الإنكار وتمسكت بكلامي فاعترفت أنها دخلت معه الشقة بحيلة منه ولكن لم يمارسا الجنس ولكن فقط القبلات الحارة وما شابه ذلك. وما أدراني أنه لم يكن هنا جنس فيكفي أنها دخلت معه الشقة. لذلك أردت أن أطلقها وسألتني أن اعطيها فرصة أخيرة, ولا أنكر أنها نعم الزوجة هي،بدينها وصلاتها وخلقها وتحبني حبا كثيرا إلى درجة أنها قد تقتل نفسها إذا طلبت منها ذلك وأنا كذلك أحبها ومع ذلك أريد تطليقها لأني كنت دائما أفكر بزوجة يكون ماضيها خال من أي علاقة كانت.هي الآن تصلي واحتجبت وتكثر من قراءة القرآن وتظن أني قد أسامحها ولكني متشبث برأيي وكنت قريبا من تطليقها و فجأة تدكرت قول العزيز الكريم: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا.
وهي كما توضح الآية الكريمة لم تأت بفاحشة وهي على عصمتي, ولكن مع ذلك أريد تطليقها حيث إن كرامتي لا تسمح لي أن أعيش مع امرأة من هذا النوع ولكني أخاف أن أقع في المحظور مع الله تعالى إذا طلقتها. وهي تحاول أن تقنعني أنها لم تخبئ ذلك عني إلا لأنها لم تكن تريدني أن أتركها إذا علمت بذلك وأنها فور سماعها لكلمة طلاق سيجعلها تقتل نفسها لأنها لا تستطيع أن تعيش بدوني.ولهذا فأرجوا أن تفتوني بما أفعله في أقرب وقت ممكن كي أحدد مسار حياتي وحياتها.وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أقدمت عليه من استدراجها حتى قالت ما قالت يعد خطأ منك لأن الواجب في مثل هذه الأشياء هو الستر، وإذا كنت قد اخترت ذات دين وخلق فلا يهمك كيف كان ماضيها، والذي ننصحك به الآن هو أن تمسكها إن علمت صدق توبتها، وهو الظاهر من السؤال حيث ذكرت أنها محافظة على صلاتها وقراءة القرآن والحجاب، وغير ذلك مما يدل على صلاح الحال.

كما ننصحك بألا تقدم على مثل هذا الأمر في المستقبل، وأن تضبط غيرتك، وأن تعتبر بحال زوجتك الآن لا بماضيها، فإن الصحابة رضي الله عنهم كان ماضيهم كفراً وجاهلية، ولم يضرهم ذلك لأن الإسلام يجبُّ ما قبله، والتوبة تجبُّ ما قبلها، ونريد في الختام أن ننبه إلى أمرين:

الأول: أن زوجتك قد حلفت على المصحف كذباً، وقالت: "كفرت بدين محمد.." وهذان الأمران مما لا يجوز الإقدام عليهما، فعليها أن تتوب إلى الله من ذلك، ومن تاب تاب الله عليه.

الثاني: أن تحمد الله على أن وجدت امرأة تحبها وتحبك إلى الدرجة التي ذكرت، مع صلاح في الدين وحسن خلق، فهو نعمة تحتاج إلى محافظة.

ونسأل الله أن يصلح حالك وأهلك وأن يصلح ذات بينكم وأن يبعد عنا وعنكم نزغات الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني