الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام خاصة بالعلاقة بين الخاطبين

السؤال

تقدم أحد الشبان لطلب الزواج من إحدى فتيات عائلتي المقربين جداً، كانت طريقة طلب الفتاة عائلية وبالأسلوب المعروف بين العائلات، بعد أن تم الاتفاق بين أهل الطرفين قرر موعد (تلبيس خاتم الزواج) ضمن حفل نسائي مبسط، علما أنه لم يتم عقد قران أو (كتاب شيخ حتى) بل (خطبة فقط).
1- ظهرت الفتاة أمام الشاب أثناء الحفل بلباس عار.
2- مازالت الفتاة تظهر أمام الشاب بدون حجاب أثناء زياراته إلى منزل أبويها.
3- تتقبل وتسرف بطلب الهدايا بدون أن تفكر بيوم قد لا يتم فيه الزواج وهل يجب عليها أن تردها أم لا.
4- يجتمع الشاب والفتاة أحياناً بغرفة واحدة دون وجود أحد معهم ولكن بنفس البيت الأبوان وأحياناً يذهبان معاً في سيارة عامة إلى أي مكان (السوق مثلاً أو زيارة أحد الأقارب)، ما هي رؤيتكم في هذا الموضوع، وهل هناك ذنب على الفتاة أو الشاب أم هي مسؤولية الأهل، علماً بأن الشابين فوق السن القانوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الحفل الذي أقيم بمناسبة الخطبة وظهرت فيه المخطوبة أمام الخطيب في ثوب غير ساتر، وهذه اللقاءات بين الخطيبين من غير حجاب واجتماعهما منفردين في غرفة، وذهابهما في السيارة إلى السوق أو لزيارة أحد الأقارب كلها أمور محرمة وأفعال آثمة، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 18477، والفتوى رقم: 368.

وما ذكرته من تقبل الهدايا وطلبها، إذا كان وسيلة إلى الحرام فلا يجوز أيضاً، وإلا فليس به بأس، وإذا لم يتم الزواج بينهما فليس له أن يسترده منها إلا أن يكون الامتناع كان من جهتها، قال الدردير: فإن أهدى أو أنفق ثم تزوجت غيره لم يرجع عليها بشيء.. ولو كان الرجوع من جهتها، والأوجه الرجوع عليها إذا كان الامتناع من جهتها إلا لعرف أو شرط.

واعلم أن لبس الخاتم بمناسبة الخطبة أو الزواج، ليس له أصل في الشرع فينبغي تركه، وراجع فيه الفتوى رقم: 5080.

وأما المسؤولية التي تسأل عنها وعلى من تقع، فإنها مشتركة، فأما الآباء فلقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، وأما الخطيبان فلقول الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني