الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب العمل على من يعول أهله وصحته ضعيفة؟

السؤال

إذا كان رجل تلزمه نفقة أهله، وصحته ضعيفة، ولا يجد أمامه إلا وظيفة شاقة طوال اليوم، وقد تؤثر تأثيرا شديدا على صحته، ولا يجد بديلا، فهل يجوز له العمل بها رغم احتمال تضرره منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن لا يجد ما ينفقه على زوجته، وأولاده إلا بالكسب بحرفة، أو نحوها؛ فيجب عليه التكسب حتى ينفق عليهم بالمعروف

قال محمد بن الحسن -رحمه الله- في كتاب الكسب: وَكَذَا إِن كَانَ لَهُ عِيَال من زَوْجَة وَأَوْلَاد، فَإِنَّهُ يفترض عَلَيْهِ الْكسْب بِقدر كفايتهم عينا. انتهى.

وقال البهوتي -رحمه الله- في كشاف القناع: ويجب التكسب على من لا قوت له، ولا لمن تلزمه مؤنته، لحفظ نفسه. انتهى.

لكن الكسب الذي يضر بصاحبه؛ ضررا محققا؛ ليس واجبا، بل ولا جائزا؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.

أمّا مجرد احتمال الضرر إذا لم يكن يقينا، أو ظنا غالبا؛ فلا يترتب عليه سقوط الوجوب، فضلا عن عدم الجواز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني