الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضييع الوديعة بسبب النسيان موجب للضمان

السؤال

أعمل في شركة، وتوجد معي بعض الأجهزة التي أستخدمها في عملي، ويعلم الله -جل وعلا- مدى إتقاني لعملي، ومحافظتي على مال الشركة، وعلى الأجهزة التي أستخدمها. حتى إنه كانت هناك بعض الأجهزة التالفة، وكانوا فاقدين للأمل في إصلاحها بعد محاولات عديدة، وقمت أنا بفضل الله تعالى بإصلاحها.
وذات يوم كنت أستخدم جهازا منها في العمل، وكنت أريد دخول الحمام، فأخذت الجهاز معي داخل الحمام خوفاً عليه من السرقة، ولكن للأسف الشديد وأنا خارج من الحمام نسيت الجهاز بداخله، وقام أحد الناس بسرقته. فهل أتحمل ثمن الجهاز على الرغم من أني لم أهمل في عملي، ولم أقصر، ويشهد الله على ذلك.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على مال شركتك، وأداءك لأمانة وظيفتك، فهذا هو الواجب في حق الموظف. ولكن ذلك لا يعني إعفاءه من مسؤولية الضمان إن وجبت عليه.

وبخصوص الجهاز الذي نسيته في الحمام فسرق، نقول: إن يد السائل عليه يد أمانة، فلا يضمن إلا إذا تعدّى بفعل ما لا يجوز، أو فرط بترك ما يجب.

وضياع هذا الجهاز بسبب نسيان السائل يعتبر تفريطا موجبا للضمان، فقد نص جمهور الفقهاء على أن تضييع الوديعة بسبب النسيان، موجب للضمان، كما سبق لنا بيانه في الفتوى: 397789.

فعليك أن تبلغ إدارة الشركة بالواقع، فإن عفوا عن حقهم فبها ونعمت، وإن طلبت ضمان الجهاز بدفع قيميته فلها ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني