الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من ظهر لها أنها كانت تفطر خطأ قبل الغروب

السؤال

في رمضان الماضي لم تكن عندي وسيلة لسماع أذان المغرب غير الساعة التي على الهاتف، والتوقيت في بلدي يتأخر ساعة في رمضان، وصدمت في رمضان الحالي أن هاتفي لا يتأخر ساعة، ومعنى ذلك أنني كنت أفطر قبل الأذان بساعة، وفعلا أنا مصدومة، وأحس بتأنيب الضمير، والخوف من الله، فماذا علي؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم أن وقت الإفطار يحل بغروب الشمس، كما في الحديث: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ. متفق عليه من حديث عمر رضي الله عنه.

ورواه مسلم أيضا من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بلفظ: إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا، وَجَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.

فإذا ظهر لكِ أنكِ أفطرتِ قبل غروب الشمس، فالواجب عليكِ في قول الجمهور قضاء كل تلك الأيام، وانظري الفتوى: 55478في وجوب القضاء على من أفطر ظانا غروب الشمس، ثم تبين له أنها لم تغرب، والفتوى: 139851ففيها نقل خلاف الفقهاء فيمن أفطر قبل الغروب ظانا الغروب هل يلزمه القضاء أم لا؟

ونرجو أن لا إثم عليكِ، لأنكِ لم تتعمدي انتهاك حرمة الشهر، وإنما وقع منكِ الإفطار خطأ -إن ثبت كونكِ كنتِ تفطرين قبل الغروب- قال الله سبحانه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. رواه ابن ماجه، والحاكم في المستدرك.

وفي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ قول الله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة: 286} أخبر أن الله تعالى قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. اهــ.

وعلى كل، فإنا ننصحكِ بمشافهة أحد أهل العلم ببلدكِ، وعرض المسألة عليه مفصلة، لمعرفة حقيقة زيادة تلك الساعة في التوقيت، وهل لذلك تأثير على الصوم، ووقته؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني