الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يزداد ويعظم الأجر في صلة القاطع

السؤال

لي إخوة من والدي رحمه الله تعالى ، ولا أستطيع زيارتهم من كثرة المشاكل التي يتسببون فيها فيما بينهم مع العلم أنهم وكذلك والدتهم زوجة أبي رحمه الله تعالى لايحترمون أي أحد يتدخل لفض أي مشكلة، بل يسببون له المشاكل، مع العلم أنني أدعوهم دائما لزيارتي في بيتي وإن كانوا يحتاجون أي شىء كي ألبيه لهم ولكن بدون فائدة ولا يحضرون إلى منزلي. بالله عليكم أريد أجابة محددة للموقف هذا، وهل علي من إثم في ذلك مع العلم أن الذهاب إليهم في بيت والدي رحمه الله تعالى صعب جدا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صلة الإنسان لإخوته وسائر أرحامه واجبة، ولا يجوز قطيعيهم ولو قطعوك، روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها. ثم إن كثرة مشاكلهم وقطيعتهم لك لا تبيح لك الرد عليهم بالمثل، ويزداد أجرك في صلتهم وينصرك الله عليهم إذا كانوا يقابلون إحسانك عليهم بالإساءه، روى مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل، وقال: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير مادمت على ذلك.

والحاصل أنه يجب عليك صلة إخوتك كيفما كان الحال، ولكن الذهاب إليهم في بيت والدك لا يتحتم إن كان عسيرا عليك، ويكفي الصلة بما يسمى صلة في عرفكم، كأن تتصل بهم عبر الهاتف، وأن تبعث إليهم الهدايا، وتراسلهم بالكتابة أو أية وسلية أخرى ونحو ذلك. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 48207.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني