الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات للزوجة التي تعاني من ظلم وتعسف زوجها

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولي بنت عمرها 5 سنوات . عشت عديد المشاكل مع زوجي بسبب تسلطه علي حيث كان يقلل من احترامي في عديد المناسبات وأمام الناس وكان يأكل مرتبي ولا يأخذ رأيي في شيء كما أنه يصرف علينا القليل ويكنز البقية ويقول إني مسرفة يتحدث عني بالسوء لعائلته للجيران ولكل الناس. توترت أعصابي لكل ذلك وأصبحت أرد الفعل أحيانا للدفاع عن نفسي وزاد ذلك في تعكر الأمور حيث أنه أصبح يضربني وامتنعت أنا عن إعطائه راتبي لكني كنت أصرفه كله على ابنتنا والمنزل وامتنع هو عن إعالتنا وازداد غيظه لذلك أصبح يطردني ويتهمني بأعمال غير أخلاقية. في البداية كنت أنا من طلبت الطلاق ثم تراجعت عن ذلك لأن ابنتنا شديدة التعلق بنا ولم تحتمل أن يعيش كل منا على حدة وساهمت بشتى الطرق للعودة إلى بيت الزوجية والاستمرار على الكفاح من أجل استقرار ابنتي .أملي هو على عديد الشوط وقبلتها لكن في كل مرة أكتشف أنه يحمل البعض من أغراض البيت ويخفيها عند إخوته وأمه وعندما رأى حرصي على عدم الطلاق أصبح يهددني به ليلا نهارا وأمرني بالاستغناء عن العمل وأصبح يتدخل في تفاصيل عملي ويأمرني بأشياء تجعلني أتقهقر كعدم حضور حصص تدريبية واجتماعات... و يقول لي أنه يعرف بأن تلك الأمور عادية لكن ما دمت لا أسلمه كل الراتب في يده فله القدرة أن يقول إنها غير ذلك) وفي الأثناء قام برفع قضية طلاق لا لضرر من سوء أخلاقي. ويتهمني أني أستقبل رجالا في منزلنا. بالرغم من كل هذا فأنا أول من يعرف نفسه بأنه ظلمني كثيرا نفسيا بدنيا وعاطفيا وحرمني من الاستقرار العائلي والإنجاب وعديد الأمور الحياتية إلا أني أقول وبأعلى صوت أرفض الطلاق لأن ابنتي شديدة التعلق بنا وهي معذبة كثيرا لأجل ما يحصل لنا، كرامتي لم تعد تسمح أمام إصراره على الطلاق بأن أطلب منه إعادتي إلى بيتي. تدخلات العائلة يرفضها ويستهين كثيرا بعائلتي عائلته في السنوات الأولى لا يريدون التدخل لأنه صعب المزاج ثم أصبحوا يحثونه على الطلاق لكثرة شكواه مني والله يعلم أن ذلك كذب وافتراء، أصحابه لم تعد لهم ثقة فيه خاصة أنهم رأوا بعض ما فعله بي مباشرة، شيئان وحيدان يجعلاني أشعر بالأمل هما أنه يصلي وأنه يقول أنه يحب ابنته كثيرا. إخواني الأعزاء أكيد أنكم لاحظتم اضطرابي فذلك رصيد خمس سنوات من الضياع والألم . إخواني أنا دائمة الدعاء بهدايته وأتمنى ذلك بكل جوارحي. فهل لكم أن توجهوني إلى حل ترون فيه حل أو أمل.
شكرا لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لزوجك الصلاح والهداية، وأن يغير ما بك إلى خير حال ونرشدك إلى فعل الوسائل التالية: أولا: الإكثار من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى أن يصلح زوجك وأن يمن عليه بالهداية. ثانيا: تحذير الزوج مما يقع فيه من التهم الباطلة، وأن قذف المحصنات حرام، بل هو من السبع الموبقات، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات، وعدَّ منهن ... قذف المحصنات المؤمنات الغافلات. ثالثا: تزويده بالكتب والأشرطة النافعة التي تبين له حرمة قذف المسلم بالفاحشة وكيفية تعامل الرجل مع أهله، وخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله، إلى غير ذلك من الأمور. فإن اتعظ الزوج بذلك فالحمد لله.. وإلا فهو رجل لا يستحق أن تصبري من أجله، وقد جعل الله لك مخرجاً بالطلاق، وسوف يعوضك الله عن صبرك عليه خيرا. وفقك الله لما يحب ويرضى. وننبهك إلى أن الزوج إذا طلق فإن طلاقه ينفذ ولو كانت الزوجة رافضة له لأن الله تعالى جعل الطلاق بيده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني