الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصلح سيارته عند من يخالف القانون في بلد غير مسلم

السؤال

يوجد في المدينة التي أعيش بها (بلد غير مسلم) شاب مسلم يعمل في مجال تصليح أجسام السيّارات. بعض المسلمين يصلّحون سياراتهم عنده و ذلك لرخص السعر بالمقارنة بغيره. المشكلة أنّه لا يوجد لديه محل مرخّص (لديه غرفة كبيرة في بناية يستعملها لخزن السيارات أثناء صيانتها). هل يجوز أن أصلح سياراتي عنده؟ أم هل هذا يعتبر معاونة على الإثم حيث بحسب علمي أنّه يجب إحترام قوانين البلد حتى ولو كان بلد غير مسلم؟ أنا لا أدري إن كان مايفعله مخالفا للقانون، ولكن على افتراض أنّه مخالف، هل يجوز لي الذهاب عنده على أساس أنّه صديق يساعدني على صيانة السيارة حيث إنّه لا يوجد شئ في القانون يمنعني من شراء عدّة و تصليح سيارتي بنفسي؟.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب في حق المسلمين المقيمين في البلدان غير الإسلامية أن يراعوا قوانين تلك البلدان وأن يلتزموا بها ما لم تخالف نصاً شرعياً، فإنه لم يؤذن لهم بالإقامة في هذه البلدان إلا عندما أقروا صراحة أو ضمناً باحترام قوانينها، وفي الحديث: المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. رواه النسائي.

وعليه، فيمتنع في حق هذا الشاب المسلم أن يفتح محلاً لإصلاح السيارات بدون ترخيص إذا كان الترخيص مشروطاً.

أما إذا لم يكن المكان محلاً يتطلب ترخيصاً، وإنما يفعل ذلك في جانب من بيته بحيث لا يكون مخالفاً للقانون فلا مانع.

وعليه، فيمنع أن تصلح سيارتك عند هذا الشخص إذا كان مخالفاً لقوانين البلد السائغة، لأن في ذلك إعانة له على باطله، ولك أن تصلح سيارتك عنده إن سلم من المخالفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني