الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نزع المرأة للعباءة ينبني على مدى تحقق الستر الواجب

السؤال

أنا سائلة من المغرب، نحن نعمل في مدرسة خصوصية للتعليم الأساسي والأخوات هنا يلبسن الدرع والخمار وفوقه الجلباب. وقد جاء بيان للمدرسة من الوزارة يقضي بأن ينزع المعلمات الجلباب عباءة من فوق الرأس ويلبسن الوزرة فوق الدرع عباءة على الكتف والخمار أو تغلق المدرسة. مع العلم :1- أن هذه المدرسة هي الوحيدة هنا التي تحرص على تطبيق الدين الإسلامي بمنع الاختلاط ويلتزم فيها الرجال والنساء باللباس والسمت الشرعي مما جعلها محط الأنظار وشوكة في حلق أعداء الإسلام.2- هناك معلمات يحتجن لهذا العمل من الناحية المادية.3- هناك معلمات لا يحتجن لهذا العمل من الناحية المادية لكن تركه سيجلب لهن العديد من الفتن مع الأسرة التي تجبرهـن على العمل وقد لجـأن لهذا العمل بغية الحفاظ على لباسهن الشرعي.4- غـلق المؤسسة سيؤدي إلى تسريح جميع العاملين حتى الرجال.5- تم عقد اجتماع في المؤسسة بين الأطر ومن بينهم يوجد بعض طلبة العلم المعروفين في هذا البلد وقد أجمعوا على أن اللباس الشرعي للمرأة ليس له صفة معينة ولكن يجب أن يستوفي الشروط الستة المعروفة فمن الأفضل- جلبا للمصلحة ودفعا للمفسدة لكي لا ينقطع الخير الذي تؤديه المؤسسة- أن تلتزم المعلمات بلبس الدرع والخمار على أن يكون الدرع فضفاضا والخمار ساترا.6- لم تستطع أي معلمة نزع الجلباب والاكتفاء بالدرع والخمار لأن الجلباب يمثل شيئا كبيرا بالنسبة إليهن واحتفاظهن به يعتبر جهادا بالنسبة إليهن. 7- في هذه المؤسسة كل فرد عامل يحس كأنه في جهاد يحمي ثغرا من ثغور المسلمين . نرجو منكم أن تفتونا في هذا الأمر العصيب :- ماذا يجب على المعلمات اللاتي يحتجن للعمل من الناحية المادية؟ - ماذا يجب على المعلمات اللاتي لا يحتجن للعمل من الناحية المادية ولكن تركه سيجلب لهن الفتن؟ - إذا كان هناك من ستنزع الجلباب فهل تستمر بلبسه خارج المدرسة أم أن هذا سيكون نفاقا؟ ولا تنسونا من الدعاء بأن ييسر الله لنا أمرنا وأن يثبتنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب أن تستتر المرأة بما يحقق لها ستر عورتها، وليس في ذلك نمط معين ولا طريقة واجبة، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى: فراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 6745، 5521، 22618، 34517. وبناء عليه؛ فإذا كانت الوزارة لا تفرض على النساء كشف العورات فإنه لا مانع من ترك العباءة التي توضع على الرأس والاكتفاء بالخمار والعباءة التي توضع على الكتفين مع التأكد من إسباغ الخمار بحيث لا تبين منه الرقبة، وأما لبس الجلباب خارج المدرسة فإنه لا حرج فيه ولا يعتبر نفاقا، فالأولى لبسه خارج المدرسة إذا كانت المرأة ترى أنه أستر لها.

وأما إذا كانت الوزارة ـ لا قدر الله ـ تفرض على النساء كشف عوراتهن فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ كما ثبت في الحديث: لا طاعة في معصية الله؛ إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري ومسلم. وفي هذه الحالة يتعين على النساء اعتزال المدرسة تفاديا لإغلاقها وحرمان الرجال من التوظيف فيها والطلاب من الدراسة بها. وعلى من لم تكن محتاجة للعمل أن تقنع أهلها بالحكم الشرعي، وتستعين على ذلك بالدعاء وإطلاعهم على الحكم في مظانه من التفاسير وشروح الحديث. وعلى المحتاجة أن تستغني بالله عن هذا العمل وتطلب عملا لا يوقعها في المحظور، وتتذكر الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3}. وراجعي الفتوى رقم: 51279، والفتوى رقم: 31956، 49230 ، 32096.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني