الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في إنشاء الأماكن التي يمارس فيها الحرام

السؤال

أولاً: أنا أعمل بمهنة رسام هندسي بالكمبيوتر والحمد لله من المهرة في هذا المجال ولكني الآن أعمل في منشأة سياحية فيها تجمع سكني وهذا الذي كنت أعرفه من قبل، ولكن تبين لي أن بداخل هذا التجمع بعض المنشآت غير ذلك مثل(صالة رقص, خمارة, صالة ميسر) فتوقفت عن العمل في هذه الأماكن، ولكني مازلت أعمل في هذا المشروع في الغرف السكنية أو قاعة المؤتمرات أو أي منشأة أخرى، السؤال هنا: هل راتبي في هذا المكان حلال أم يجب علي ترك هذا العمل، علماً بأن في هذا المشروع مسجدا والفقير إلي الله هو إمام وخطيب هذا المسجد وكذلك أقوم في وقت الراحة (وقت الغداء) بعمل مقرأة أقوم بتحفيظ القرآن الكريم فيها ومعي والحمد لله أربعة شباب حفظوا سورة البقرة كاملة مع الالتزام بأحكام التجويد، وعلماً بأنني حديث الزواج فأنا من هذا الراتب أقوم بسداد دين زواجي وأنفق علي بيتي، فماذا في هذا العمل، فهل أتركه بالكلية أم أترك العمل في الأماكن المحرمة فقط، ولو أكرهت على العمل في هذه الأماكن ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسن الأخ السائل بتركه العمل في إنشاء الأمكنة التي يمارس فيها ما حرم الله تعالى كصالة الخمر والقمار ونحو ذلك، لأن العمل في إنشاء هذه الأمكنة إعانة على معصية الله عز وجل، والله تعالى يقول: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

وأما العمل في بقية أجزاء المشروع المباحة كالغرف السكنية وقاعة المؤتمرات ونحوها، فلا حرج في الاستمرار فيه، والأجر المكتسب من ورائه حلال.

هذا ونسأل الله لأخينا السائل التوفيق والثبات والأجر على ما يقوم به من إمامة وخطابة وتحفيظ لكتاب الله عز وجل، وأن يرزقه الله الإخلاص في العمل، ونذكره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري.

ونوصيه بالبقاء على هذه الثغرة وعسى الله أن يخرج على يديه شباباً صالحين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني