الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة والسبيل إلى التخلص منها

السؤال

أنا شاب كنت غارقا في المعصية وارتكبت اللواط تقريبا لسنين طويله والحمدلله الذي أرسل إلي من يصفعني صفعة قوية أيقظتتني مما كنت فيه فلجأت إلى الله وحل الله هذه المصيبة والآن أنا أحافظ على الصلاة ولكن وساوس الشيطان لا تتركني تارة تقول هذه الوساوس إن الله سوف يفضحني بما كنت أعمل وتارة أن الله لن يقبل توبتي وتارة تأتيني هذه الوساس فتشككني في العقيدة والقرآن والأنبياء، فهل أعتبر إنسانا كافرا ومنافقا وهل تحبط أعمالي من صلاة وصوم؟ وكيف أتخلص منها إذا كان هناك طريقة للخلاص منها لأنها بدأت تفتك بي فأثرت على صحتي وتفكيري

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد الله الذي هداك إلى صراطه المستقيم، وأنقذك مما كنت فيه من الإثم والعصيان. واعلم أنك ـ والحمد الله ـ لست بكافر، والذي تجده من الوساوس التي ذكرتها هو دليل على إيمانك. فإن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟. قالوا: نعم ، قال: ذلك صريح الإيمان. رواه مسلم. وفي بعض الروايات قالوا: لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم بها. وفي بعض روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة. وراجع الفتوى رقم: 28751. ويتضح من الحديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على من وقع في مثل هذه الوسوسة، لكن بشرط عدم انسياقه وراءها، وأن يصدق بما أخبر الله به ورسوله، ويشتد خوفه من الله عز وجل. وإنما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على من هذه حاله، لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله ويزيغه فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له. فالواجب في مثل هذا المقام أن يقول الإنسان: آمنت بالله وبرسوله، ويطرد عن نفسه مثل تلك الخواطر. ويمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 31063. للاستعانة على التخلص من هذه الوساوس. وراجع فيما يتعلق بالمعاصى السابقة التي تبت منها الفتوى رقم: 26255.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني