الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقبل الإسلام التطبيق الجزئي للأحكام

السؤال

أريد أن ألتزم التزاما وسطيا ليس التزام مظاهر بمعنى، هنا في بلادنا انتشر اللبس الطويل و الحقيقة لا شيء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من سؤالك هو أنك تريدين التزاما غير كامل بأحكام الشرع، كأن تتخففي في ستر بدنك ونحو ذلك... وأنه قد انتشر في البلاد التي أنت بها أن النساء يرتدين الملابس الطويلة الساترة، ولكنهن يمارسن بعض الممارسات التي لا يقرها الشرع.

فإن كان الأمر كما فهمنا، فنقول لك إنما أردته خطأ كبير، ومثله ما ذكرت أنه انتشر في البلاد التي أنت بها. وليس في أي من الفعلين ما يبرر الثاني. فالإسلام كل متكامل، لا يقبل التطبيق الجزئي لأحكامه.

وعلى المسلم أن يعلم أن منزل هذا القرآن هو الله العليم الخبير الحكيم العزيز، وقد أنزله ليكون للإنسان منهاج حياة مهيمنا على شؤونه كلها من عباداته ومعاملاته وسلمه وحربه وعلاقاته بكل من حوله. فكما أمره فيه أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت الحرام، فقد أمره أيضا أن يتجنب الربا والزنا والميسر، ويستر بدنه ويغض بصره عمن لا يحل له. فلا يتصور في عقيدة المسلم أن يقبل بعض أحكام القرآن ويرفض بعضها.

ولقد ذم الله قوما فعلوا ذلك بكتابهم قبلنا وهم اليهود، فقال: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ {البقرة: الآية85}. ذلك أن ما أنزل الله لا يتجزأ ولا يتبعض الإيمان به. وتلك الازدواجية في الأخذ والرد لا تنتج إلا عن قلب مرتاب شاك.

وإن كان الذي أجبنا عنه هو غير ما أردته، فوضحي لنا مرادك، عسى أن نجد له جوابا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني